كشفت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي أصدرته مؤخرا برسم سنة 2020 حول عقوبة الإعدام في العالم، إن دولاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أمعنت في تنفيذ الإعدامات بلا هوادة، ضاربةً عرض الحائط بالتحديات غير المسبوقة التي خلقها تفشي جائحة فيروس كوفيد-19، ما جعل هذه الدول من بين أكثر دول العالم المنفذة للإعدامات في 2020.
وأفاد تقرير “امنيستي”، توصلت”الميادين نيوز”بنسخة منه، إن أربعاً من أصل الدول الخمس الأوائل المنفذة للإعدامات في العالم هي من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ إذ استأثرت إيران (246+)، ومصر (107+)، والعراق (45+)، والسعودية (27) بنسبة 88% من كافة عمليات الإعدام المبلّغ عنها عالمياً في 2020، من دون احتساب الصين التي يُعتقد بأنها تعدم آلاف الأشخاص كل عام، ما يجعلها الدولة الأكثر تنفيذاً للإعدامات في العالم.
وفي هذا الصدد قالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية إنه “طوال عام 2020 أبدت دول من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إصراراً مروعاًلا هوادة فيهعلى تنفيذ خطط لإعدام أشخاص حتى خلال سنة انصبت فيها جهود معظم دول العالم على حماية حياة الناس من فيروس قاتل”.
وزادت المسؤولة بـ”أمنيستي”، إن عددا من الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باتت تشكل أغلبية الدول التي تمعن في تنفيذ الإعدامات واضعة نفسها في وتعيش في عزلة متزايدة تناقض سائر دول العالم، متسببةً بالأغلبية العظمى من عمليات الإعدام على صعيد العالم برغم وجود توجه عالمي واضح أظهر أن معظم الدول تبتعد عن استخدام عقوبة الإعدام”.
يذكر ان عدد عمليات الإعدام العالمية هبط بحسب تقارير منظمة العفو الدولية إلى أدنى مستوى له منذ عقد من الزمن، حيث تعرض أن ما لا يقل عن 483 شخصاً لعمليات تنفيذ احكام اعدامهم خلال سنة 2020، وهو عدد قد يزيد عن ذالك بكثير تقول امنيستي، وذالك بالنظر للدول التي تُعدّ فيها البيانات المتعلقة بعقوبة الإعدام سراً من أسرارالدولة ولم تصل اليها يد تقارير المنظمة التي تتوفر فقط على معلومات تخص الصين، وكوريا الشمالية، وسوريا، وفيتنام.
واعتبرت أمنيستي رقم 483 الخاص بالاشخاص الذين اعدموا خلال سنة 2020، أدنى عدد من عمليات الإعدام التي رصدتها منظمة العفو الدولية في عقد من الزمن على الأقل. حيث يمثل انخفاضاً بنسبة 26% قياساً بعام 2019، وبنسبة 70% عن الذروة العالية التي بلغت 1,634عملية إعدام في 2015.
وأعزت المنظمة التراجع في عدد عمليات الإعدام إلى انخفاضه في بعض الدول التي تحتفظ بعقوبة الإعدام، وبدرجة أقل إلى بعض حالات توقف تنفيذ الإعدامات التي حدثت في مواجهة تفشي الوباء، فيما ربطت امنيستي باقي اسباب تراجع عمليات الاعدام في العالم الى تراجع عدد أحكام الإعدام التي عُرف أنها صدرت في العالم (1477 على الأقل) بنسبة 36% مقارنةً بعام 2019، كما ألغت 108 دولة اعتباراً من نيسان/أبريل 2021، عقوبة الإعدام بالنسبة لجميع الجرائم، كما ابعدتها 144 دولة في قوانينها.