دشن الدخول المدرسي الجديد الحالي بمدينة تاهلة، بعودة ظاهرة العنف ضد الأساتذة، حيث أقدم تلميذ بالقسم الثاني إعدادي بثانوية المستقبل التأهيلية بتاهلة ، على تعريض أستاذة ( ف / خ ) أمام باب المؤسسة ويعرضها لاعتداء شنيع.
واستنادا للمعلومات التي توصلت بها “الميادين”، فإن هذه الواقعة، جرت أطوارها صباح يوم أمس الجمعة، حيث كانت الأستاذة منهمكة في مهامها كمختصة تربوية بثانوية المستقبل حراسة وتوثيق ، حيث توجهت للقسم الذي يدرس فيه التلميذ ( المعتدي ) لإخباره بعملية التسجيل، فكان رده عليها بكلام ساقط و تصعيد في استفزازها، الشيء الذي لم تتقبله الأستاذة وحاولت أن تنبهه للكف عن هذا التصرف الطائش داخل مؤسسة تربوية وانصرفت دون أن تتخد أي إجراء في حقه .
و زادت نفس المعطيات، أنه فور عودتها للعمل، استشعرت الأستاذة بأن التلميذ يتربص بها في باب المؤسسة ، وأنه يراقبها من بعد الشيء الذي اعتبرته غضب مراهق من إجراءات إدارية عادية سرعان ما تتبدد، لكن أثناء وصولها لباب المؤسسة اقترب منها بشكل مفاجى ووجه لها ضربة خلف الرأس وأسقطها أرضا فاقدة للوعي ، ليتم نقلها على عجل عبر سيارة الإسعاف إلى المستعجلات بتاهلة وهي في غيبوبة ، وبعد تقديم الإسعافات الأولية وفحصها بالسكانير ، مكنها الطبيب المداوم من شهادة طبية مدة العجز 15 يوما قابلة للتجديد .
و الخطير هو أن الإعتداءات المتكررة على الأساتذة في المؤسسات التربوية في تاهلة تعود لمرات عديدة للواجهة، أبطالها تلاميذ أغلبهم في سن المراهقة ، الشيء الذي يضع مجموعة من علامات الاستفهام عن هذه الظاهرة الغريبة التي أصبحت سمة تميز تاهلة عن باقي المناطق المجاورة بحكم أنها ظاهرة جديدة استفحلت بشكل خطير داخل المؤسسات التعليمية دون معرفة الأسباب الحقيقية لهذا الجنوح للتعنيف الجسدي.
وكان متخصصون في علم الاجتماع، قد أجمعوا خلال تطرقهم لظاهرة العنف المدرسي ضد الأستاذ، على أن “العنف ضدّ الأستاذ بما هو نتاج لسيرورة التفكيك التي تطال رموز المجتمع الحديث، وتمظهر لحالة مجتمع الخصاء التي تجسدها مجتمعات ما بعد الحداثة التي لا تريد أفرادا فاعلينacteurs، بل مجرد أشياء وأعوان agents- بلا ذات”.