عشية الاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، خصوصا الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية الخاصة باقتراع الثامن من شهر شتنبر المقبل، انطلق مبكرا بحسب ما يبدو، النزال الانتخابي الساخن ما بين حزبي عبد العزيز أخنوش وغريمه السياسي عبد اللطيف وهبي على أرض فاس، حيث تحول مقهى عمومي بضواحي فاس نهاية الأسبوع الأخير إلى حلبة للمصارعة ما بين أنصار الحزبين، أبطالها البرلماني والمنسق الاقليمي”لحزب الأحرار” رشيد الفايق، المتهم من قبل حزب”البام”بتسخير عون سلطة على رأس عدد من الأشخاص لمهاجمة برلماني”التراكتور”عزيز اللبار والأمين الاقليمي لحزبه محمد السليماني ومن معهما داخل مقهى بأحواز فاس.
هذا ودخلت على خط هذه المواجهة العنيفة بين حزبي”الأحرار” و”البام”على أرض فاس، أربعة أحزاب سياسية (العدالة والتنمية، والاستقلال، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية)، حيث أصدروا هذا اليوم الثلاثاء، بيانا مشتركا انتقد بقوة ما وصفه موقعوه بـ”الاعتداء السافر وغير المقبول”، الذي تعرض له البرلماني عزيز اللبار والأمين الإقليمي لحزبه، حيث اتهم البيان الحزبي الرباعي جهة سياسية لم يسميها، تشتهر كما قالوا بفسادها وبسلوكها المبني على البلطجة والعنف في حق منافسيها السياسيين، حيث تخشى هذه الجهة السياسية، يضيف البيان المشترك، المنافسة السياسية الشريفة على أرض جماعة”أولاد الطيب” وهي أكبر جماعة قروية بضواحي فاس، التي باتت بحسب بيان أحزاب(العدالة والتنمية، والإستقلال، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية)”محمية انتخابية” لرئيسها القيادي بحزب أخنوش، لم يذكروه بالإسم، بعدما حولها إلى قلعة لا يسمح لغيره ولغير أنصاره بدخولها، يورد البيان المشترك للأحزاب الأربعة الموقعة عليه.
وطالبت الأحزاب السياسية الأربعة، من سلطات عمالة فاس ومصالح ولاية جهتها، التدخل لحماية وضمان حرية الممارسة السياسية الشريفة، والوقوف على نفس المسافة من جميع الأحزاب السياسية، مشددين في بيانهم المشترك أن وجود عون سلطة طرفا في أحداث العنف بمقهى أولاد الطيب ضواحي فاس، يشكل واقعة سلبية ويضرب في الصميم مبدأ الحياد الذي التزم به والي جهة فاس وعامل عمالتها سعيد ازنيبر في الاجتماع الأول للجنة الإقليمية حول الانتخابات.
آخر الأخبار التي حصلت عليها” الميادين نيوز”، تفيد أن موضوع المعركة الانتخابية السابقة لأوانها التي تفجرت بين حزبي أخنوش ووهبي على أرض فاس، طرحت صباح هذا اليوم الإثنين على طاولة اجتماع اللجنة الإقليمية حول الانتخابات، عقد بمقر ولاية جهة فاس وترأسه الوالي سعيد ازنيبر ووكيل الملك ممثل النيابة العامة بهذه اللجنة، حيث استمعت اللجنة لتدخلات ممثلي الأحزاب السياسية في موضوع أحداث العراك العنيف المنسوب لجهات سياسية بمقهى جماعة أولاد الطيب.
وفي نهاية هذا الاجتماع، أعلن والي فاس، سعيد ازنيبر عن طي صفحة هذا الخلاف السياسي العنيف الذي حصل بين”البام” و”الأحرار”، وذالك بعدما اعتبر ممثل حزب الأصالة والمعاصرة بهذا الاجتماع، محمد السليماني ما وقع له ولبرلماني حزبه عزيز اللبار، بأنه حادث معزول ما كان له أن يقع، فيما لم يذكر نفس المسؤول الحزبي “للتراكتور”اسم الجهة السياسية التي تتحمل مسؤولية الاعتداء عليه رفقة برلماني حزبه، وهو ما دفع رئيس اللجنة الاقليمية للانتخابات بفاس، الوالي عامل عمالة فاس سعيد ونيبر، تضيف مصادر” الميادين نيوز”، يخاطب ممثلي الأحزاب السياسية الحاضرة، بلغة صارمة جاء فيها، ان الحادث إن تكرر مرة أخرى، فإن فاعليه ومقترفيه، سيجدون الوالي زنيبر، كما قال، شخصيا في مواجهتهم.
من جهة أخرى مثل عون السلطة برتبة”شيخ قروي”، هذا اليوم أمام اللجنة التأديبية بمقر عمالة فاس، حضرها الكاتب العام ورئيس قسم الشؤون الداخلية وباشا منطقة سايس، حيث أدلى عون السلطة بدفوعاته وتسجيلات بالفيديو يعول عليها لإثبات تعرضه للعنف من قبل أشخاص مفتولي العضلات كانوا برفقة السياسيين من “البام”، كما انكر عون السلطة تردف مصادرنا، المنسوب إليه من قبل برلماني”البام”وأمينه الإقليمي بعمالة فاس بخصوص حضوره للمقهى بأمر من جهة سياسية بغرض فض اجتماعهم بالقوة.
هذا وقررت اللجنة التأديبية، تقول مصادر”الميادين نيوز”، إعفاء عون السلطة بجماعة أولاد الطيب من مهامه والحاقة بمقر عمالة فاس، كما تم تجريده من كل وسائل عمله الرسمية، وإبعاده من أي تدخل في العمليات الانتخابية، وذالك في انتظار نتائج البحث الاداري الذي فتحته مصالح عمالة فاس.
يذكر أن جماعة”أولاد الطيب”القريبة من مطار فاس- سايس، التي يدبر شؤونها البرلماني والمنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، رشيد الفايق، عاشت نهاية الأسبوع الأخير مواجهات وصفت بالعنيفة بين أنصار القيادي بحزب الحمامة مؤازرين بعون سلطة، و مرافقين للبرلماني من “البام” عزيز اللبار والأمين الإقليمي لحزبه بعمالة فاس محمد السليماني.
واستنادا للمعلومات التي حصلت عليها”الميادين نيوز” من مصادرها المطلعة وكذا شهود عاينوا الواقعة، فإن البرلماني من”البام”عزيز اللبار والأمين الإقليمي لحزبه بعمالة فاس محمد السليماني، حلا نهاية الأسبوع الأخير بجماعة “أولاد الطيب”، حيث التقيا بعدد من مناضلي حزبهما بهذه الجماعة داخل مقهى، قبل أن يفاجؤوا بدخول عون سلطة برتبة “شيخ قروي” يشتهر بولائه للقيادي والبرلماني من الأحرار، رشيد الفايق الذي يرأس جماعة أولاد الطيب، حيث طلب عون السلطة من المجتمعين بالمقهى فض اجتماعهم غير المرخص، وهو ما اعترض عليه مسؤولي حزب”البام” الموجودين حينها بالمقهى في ضيافة صاحبها المنتمي الى حزبهم، بحجة أنهم حضروا الى المكان كزبناء وليس بغرض عقد لقاء حزبي.
وزادات مصادر”الميادين نيوز”، أن عمليات شد للحبل استعرت بين البرلماني من”البام” ومرافقيه من جهة، وعون السلطة من جهة أخرى مؤازرا من قبل عدد من الأشخاص رافقوه في مهمته، حيث تفجرت مشاداة كلامية بين الطرفين وانتهت بالتدافع الجسدي وبعراك بالأيدي داخل المقهى التي عمت فيها الفوضى، مما أسفر عن إصابة الأمين الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة، محمد السليماني، فيما أصيب عن الطرف الثاني عون السلطة “الشيخ القروي”.
هذا واتهم البرلماني من “البام”المنتهية ولايته معية الأمين الإقليمي لحزبه بفاس محمد السليماني، عون السلطة بترأسه للتدخل العنيف الذي استهدفهما داخل مقهى عمومي بجماعة أولاد الطيب، وذالك بإيعاز من رئيس هذه الجماعة البرلماني والمنسق الإقليمي لحزب”الأحرار”، رشيد الفايق الذي نفى المنسوب إليه، قبل أن يتراجع الامين الاقليمي”للبام” عن هذا الإتهام خلال تدخله بعد ظهر اليوم الإثنين أمام اللجنة الإقليمية للانتخابات، حيث اعتبر ما وقع بأنه حادث معزول ما كان أن يقع، مشددا على أن عون السلطة هو الذي راح كبش فداء هذا الحادث، لكنه صام عن ذكر اسم القيادي بحزب الحمامة ورئيس جماعة أولاد الطيب رشيد الفايق، الذي سارع في سلوك مسرحي لتعويم ما حدث، يقول مصدر قريب من الموضوع، إلى إعلان تضامنه في نفس الاجتماع اليوم بمقر ولاية الجهة، مع الأمين الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة وبرلماني حزبه عزيز البار فيما تعرضا له بمقهى عمومي ضواحي مدينة فاس.