صباح هذا اليوم الأربعاء الـ4 دجنبر الجاري، استفاقت ساكنة “حي الكوشة” و”جنان البردعي” بتازة العليا على صوت جرافة تقتلع أشجار الزيتون ، وأنواع أخرى من الأشجار المثمرة .
هذا و شملت عملية الاجتثاث هذه، غير المفهومة حتى الآن، أشجار معمرة منذ عقود من الزمن و التي كانت مقابلة لمنازل الساكنة وسط بساتين تضم أنواعا مختلفة من الأشجار المثمرة، حيث أشرف عليها قائد المقاطعة الأولى مصحوبا برجال القوات المساعدة وجرافة وشاحنة تابعين للجماعة.
وفي ردها على أسئلة الساكنة، بررت السلطات المحلية عملية “إعدامها”للأشجار، بحديثها عن تنفيذ قرارات المجلس الجماعي الذي سيستغل جزأ من الأرض الفلاحية التي اجتثت أشجارها، وذلك لمد طريق عمومية، وفق رواية السلطات، والتي ستربط مجموعة من الأحياء انطلاقا من الطريق المحاذية للأحياء السكنية التي توجد بهذه المنطقة لتازة العليا.
فرواية السلطات المحلية و التي تقوم على قرارات صادرة عن مجلس جماعة تازة، لم تلقى طريقها إلى مسامع ساكنة تازة العليا، خصوصا بالحيين الشعبيين، “الكوشة “و “جنان البردعي”، حيث اعتبر هؤلاء السكان عمليات احتثاث الأشجار “بالغامضة” و “غير المفهومة” المرامي و الأهداف، خصوصا أن مجموعة من الأراضي الفلاحية بنفس المنطقة، سبق للمجلس الجماعي على عهد لرئيس البلدية المعزول، “البامي” عبد الواحد المسعودي، سبق للمجلس بأن ألحقها بالمدار الحضري وتحولت إلى تجزئات سكنية عشوائية، استحوذ عليها أباطرة العقارات ، و الذين يغتنمون أي فرصة سانحة لشراء هكتارات الأراضي بأثمان بخسة وتحويلها إلى تجزئات سكنية ، تباع فيها الشقق بأسعار مرتفعة مقارنة مع مدن أخرى .
يشار إلى أن الجزء من الأرض المستهدفة هذا اليوم بتازة العليا و تحديدا بمحاذاة حي “الكوشة”و” جنان البردعي” ضمن عملية غامضة نتج عنها اجتثاث عدد من الأشجار، كانت أرض فلاحية خالية من السكان ، وبفعل الزحف العمراني الذي امتد شرق مدينة تازة وجنوبها وشرقها، تحولت المنطقة في السنوات الأخيرة إلى مجمعات سكنية ، لكن الجزء السفلي المتبقي منها، بقي على حاله وهو الذي اكتسحته جرافة المجلس الجماعي تحت حماية السلطات العمومية، “لإعدام” أشجاره بمبرر إحداث أرض عمومية.