يبدو أن ظاهرة غرق عدد من أحياء مدينة فاس بقطبيها العتيق والعصري في النفايات، لم تسلم منها حتى مقرات الجماعة ومقاطعاتها، و المثال نسوقها هنا من مقاطعة”جنان الورد”، والتي تحول بابها ورصيفه إلى مطرح للنفايات ومكان للباعة الجائلين و المتشردين.
ووفق ما عاينته”الميادين”، فإنه عقب انتهاء الدواء الإداري لمقاطعة “جنان الورد”، يعرف باب المقاطعة ورصيفه، “إنزالا” لباعة الخضر وغيرها، والذين يعرضون سلعهم في المكان، حيث يغادرونه في وقت متأخر من الليل، تاركين وراءهم كمية من النفايات، فيما يخلفهم بنفس المكان، المتشردون والمتصكعون، والذين يتناولون هناك جميع أنواع المخدرات ويشربون الكحول، مما حول باب نفس المقاطعة ورصيفها إلى “وكر”مشهور للباحثين عن السهر الليلي.
وفي صباح كل يوم، يعاين المرتفقون بباب مقاطعة”جنان الورد”،ركاما من الأزبال التي خلفها الباعة في المكان، وبجانبها قنينات الكحول التي تركها شاربوها من المتشردين و المتصكعين،وهو ما يحول مدخل هذه المؤسسة العمومية، إلى مطرح للنفايات تزكم رائحته أنوف المواطنين والموظفين معا خلال حضورهم مع انطلاق الدوام الإداري للمقاطعة،حيث يجبرون على المشيء فوق تلك القاذورات في ظل عجز مجلس المقاطعة والسلطات العمومية المختصة على مواجهة هذه الظاهرة ومحاربتها، في مقابل تهرب المسؤولين الإداريين من التدخل شاهرين فيما بينهم لمسألة الاختصاص الترابي، ذلك أن سلطات الجنانات تعتبر المكان خارج الاختصاص الذي يعود لسلطات”باب الخوخة”،فيما ترى هذه الأخيرة على أن المنطقة التي يوجد فيها مقر مقاطعة”جنان الورد”بعيد عنها على الرغم من تبعيتها الترابية لمقاطعة فاس المدينة،وهو ما تسبب في”تراشق”لتنازع الاختصاص ما بين رجال السلطة،فيما تستمر معاناة المرتفقين للمقاطعة مع النفايات التي تغرق كل صباح بابها ورصيفها في انتظار تدخل والي فاس لإنهاء ورقة الاختصاص الترابي و”تحرير”المكان من الباعة والمتشردين.