يبدو أن عزيز أخنوش بات غير آبه بصيحات المغاربة و احتجاجات خصومه السياسيين و هو يمضي نحو تنزيل شعار “زواج المال بالسلطة”، حيث تواصل شركاته الخاصة حصد الصفقات الضخمة الواحدة تلوى الأخرى، ففي الوقت الذي لم تنزل فيه بعد حرارة الجدل الذي أثارته استفادة أخنوش وشركاته من امتياز مشروع تحلية مياه بحر الدار البيضاء، يواجه رئيس الحكومة وزعيم حزب التجمع الوطني للأحرار، اتهامات جديدة “بتضارب المصالح”، وهذه المرة من باب المحروقات حيث تمكنت شركة”أفريقيا”المملوكة للمسؤول الأول عن الحكومة، من الظفر بصفقة ضخمة تخص توريد “الفيول” لفائدة المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، بقيمة 2.44 مليار درهم.
فالصفقة الضخمة الجديدة التي حصلت عليها الشركات الخاصة لعزيز أخنوش، حملته للواجهة من جديد مغربيا و دوليا، وذلك في ضرب سافر للدستور و تعارض مع مؤسسة رئاسة الحكومة بخصوص”تضارب المصالح”والذي أجمعت كل القوانين و الأعراف على اعتباره أحد أبواب رياح الفساد العاتية،مما جعل كل الحكومات والهيئات الدولية تعمل على مكافحته بقوانين وسياسات عملية، حفاظا على الحكامة الرشيدة وسمعة الهيئة ونزاهة الموظفين ومصالح الآخرين.
وبخلاف هذا التوجه الكوني لدى الحكومات و الهيئات، فإن رئيس الحكومة المغربية يصر لاعتبارات غير مفهومة و صمت من الدولة، وفق ما شدد عليه الملاحظون و المتتبعون المغاربة، على مواصلة أخنوش من خلال موقعه الحكومي و السياسي، لتحقيق مصالح مادية أو معنوية على حساب الواجبات الوظيفية، حيث يترقب نفس الملاحظين زوبعة سياسية كبيرة،سيواجهها رئيس الحكومة المغربي، بسبب تناسل امتيازات الصفقات الضخمة التي باتت شركاته الخاصة، تضع يدها عليها الواحدة تلوى الأخرى مع دخول ولايته الحكومية عدها العكسي.
و في أول رد فعل من السياسيين على صفقة”توريد” شركة”أفريقيا”لمادة”الفيول”لفائدة المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، بقيمة 2.44 مليار درهم، خرج البرلماني السابق و القيادي الأسبق المثير للجدل داخل حزب العدالة و التنمية، عبد العزيز أفتاتي، حيث نعت صفقة شركة المحروقات المملوكة لأخنوش،”بصفقة الماكرو/همزة”، مشددا على أنها”كانت ضمن البرنامج التوقعي السداسي الثاني لـ2024 للمكتب الوطني للكهرباء”.
ونقل الموقع الرسمي الالكتروني”للبيجدي”،عن أفتاتي تعليقه على صفقة “الفيول”الضخمة، بقوله : على أن “هذه الصفقة ما هي إلا نتيجة لعملية تديرها جهات نافذة في بنية الدولة توزع بها الموارد الكبيرة على شركات بعينها بغرض الاستحواذ والاستثمار في قطاعات استراتيجية، قد تفيد في عملية الاستثمار في كارتيلات المجال السياسي كذلك”.
“رئيس الحكومة أخنوش يستغل سلطته لتركيز وافتراس المال واستثمار الأعمال “لتأبيد السلطة في متوالية لا تنتهي وهكذا دواليك”.
وزاد أفتاتي بأن”رئيس الحكومة أخنوش يستغل سلطته لتركيز وافتراس المال واستثمار الأعمال“لتأبيد السلطة في متوالية لا تنتهي وهكذا دواليك”، لافتا كما جاء في الموقع الرسمي لحزبه،إلى أن صفقة “أفريقيا “تتضمن عملية استيراد للفيول وبيعه للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، بعد تجريده تباعا من اختصاصات وصلاحيات وتفكيكه “كما يجري حاليا لفائدة شركات جهوية ليقتصر دور المكتب الوطني على عملية“نقل”الكهرباء”، يورد أفتاتي معلقا على الصفقة بحسب ما نقله عنه موقع “حزب المصباح”على النيت.