تتواصل “المطبات”والقصص المثيرة لعملية الإحصاء العام للسكان والسكنى لعام 2024 والتي انطلقت بداية الشهر الحالي بمختلف جهات المغرب، فبعد زوبعة سرقة مزعومة “لطابليت” أحد المشاركين في العملية بفاس ، مرورا بتحويل سائق سيارة للإحصاء بطنجة إلى وسيلة للنقل عبر تطبيق “اندرايف”، ووصولا إلى الضجة التي أثارها فوز شركة “شمس للإشهار” بصفقة الحملة التواصلية للإحصاء قيمتها حوالي 1.67 مليار، وهي الشركة المملوكة لنور الدين عيوش والذي يشتهر بالترويج لمحتويات تخالف قيم المغاربة، بعد كل هذه الحوادث المثيرة، وجدت المندوبية السامية للتخطيط والتي يرأسها أحمد الحليمي نفسها في قلب فضيحة اتهماها بـ “الترويج للشذوذ الجنسي”من خلال الشعار الذي اختارته نفس المندوبية برسم إحصاء السكان لهذا العام.
وارتكز المنتقدون لمندوبية الحليمي في اتهامهم لها بسقوطها عن قصد أو غير قصد في واقعة”الترويج للشذوذ الجنسي”، على الهوية البصرية لشعار الإحصاء، حيث تخترقه الألوان الستة المأخوذة من الألوان السبعة من “قوس قزح” والتي ترمز إلى شعار”المثلية الجنسية”العالمية، كما حدث مؤخرا مع شعار أولمبياد باريس2024.
و نبه المنتقدون لشعار الإحصاء العام لهذه السنة، على منصات التواصل الاجتماعي إلى أن من أنجز هذه الهوية البصرية لفائدة مندوبية الحليمي، قاموا بعمل مدبر عبر تضمينهم للشعار ألوانا معروفة بـ”علم المثلين” والتي تشمل 6 أجزاء ملونة بألوان الطيف، الأحمر، والأصفر، والبرتقالي، والأزرق، والأخضر، والبنفسجي، فيما كان يفترض بأن يختار مهندسو هذا الشعار بتنسيق مع المندوبية السامية للتخطيط، ألوانا تعكس الهوية المغربية وفق ما جرت عليه العادة في مثل هذه المحطات الوطنية الهامة كالانتخابات و باقي الحملات الأخرى.
والمثير في هندسة الهوية البصرية للإحصاء العام للسكان والسكنى، وفق آراء ومواقف المنتقدين لها على منصات التواصل الاجتماعي، هو أن الحقائب التي وزعت على الباحثين المشاركين في الإحصاء العام، لا يوجد اللون البنفسجي في الشعار المثبت عليها كهوية بصرية للإحصاء، في مقابل اعتماده في القبعات التي يرتديها المكلفون بالعملية، وهو ما يكشف أبن الأمر مدبر بعناية وبشكل مقصود ضمن خطة “للترويج للمثلية” من بوابة الإحصاء عبر الرمز والإيحاء.
الحليمي يدافع عن شعار الإحصاء
من جهته دافع المندوب السامي للتخطيط أحمد الحليمي العلمي، عن اختيار الهوية البصرية التي اختارتها مندوبيته للإحصاء العام للسكان والسكنى والتي أنجزتها الشركة الحاصلة على الصفقة بدون ان يكشف عن هويتها، حيث شدد الحليمي في خروج صحفي على أن “المندوبية اختارت أن تكون هذه الهوية البصرية عبارة عن شعار يأخذ شكل نصف قوس ينطلق من الأسفل إلى الأعلى، كدلالة على اندفاع وطموح الشعب المغربي للوصول إلى أعلى المراتب”.
و بخصوص الألوان المستعملة في الشعار والتي يشتبه بترويجها “للمثلية الجنسية” كما يقول منتقدو المندوبية، أوضح الحليمي بأن “القوس يحمل وجوها ترمز للسكان بمختلف أعمارها، حيث أعطي لكل وجه لون معين، كاللون الترابي على سبيل المثال الذي يرمز إلى التشبث بالأرض والانتماء إلى الوطن، ثم اللون الأزرق الذي يحيل على الانفتاح المغربي على الخارج وعلى التعاون مع المجموعة الدولية”وفق تعبير الحليمي والذي نفى أي علاقة بشعار الإحصاء مع علم “المثلية الجنسية”العالمي.
هل ستغير المندوبية شعار الإحصاء؟
في مقابل عمليات شد الحبل ما بين مندوبية الحليمي ومنتقدي الهوية البصرية للإحصاء القريب من شعار “المثلية الجنسية”، يعول المتتبعون على لجوء المندوبية السامية للتخطيط إلى انهاء هذا الجدل والزوبعة، عبر تغيير وسحب المنشورات والأقمصة والقبعات التي تحمل الشعار المزين بألوان”قوس قزح”، تفاديا لجلب المزيد من غضب الشارع المغربي، وضمانا لمرور الإحصاء في أجواء عادية.
واستبعد عدد من المتتبعين بأن يكون أحمد الحليمي المسؤول عن المندوبية السامية للتخطيط، مشهود له بالدرجة العالية من الاستقلالية في علاقته مع الحكومة و الجهات الدولية، بأن يقع بشكل مباشر فيما فجره شعار الإحصاء والذي اشتهر في منصات التواصل الاجتماعي باسم”فضيحة الترويج للمثلية”، غير أن جل الآراء ذهبت إلى فرضية ضلوع هيئات دولية ممن قدمت المساعدات في الإحصاء سواء كانت تقنية أو تمويلية.