أجواء من الرعب رافقتها حالة استنفار أمني وصحي تلك التي سادت يوم أمس الأربعاء وسط عاملات وعمال”شركة ألمانية-مغربية”،تشتهر باسم”ماروك موديس”للنسيج بفرعها الكائن في الحي الصناعي لمدينة صفرو، والمتخصصة في صناعة الملابس الداخلية الخاصة بالنساء والرجال والموجهة للسوق الألماني، وذالك بسبب تعرض العاملات للاختناق.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها “الميادين” فإن تسرب هواء تفوح منه رائحة جد كريهة، تسببت في اختناق 36 عاملة يعملن بفرع نفس الشركة الكائن في الحي الصناعي لمدينة صفرو، حيث شددت نفس المصادر بأن الهواء الملوث صادر عن قنوات يخترقها تيار هوائي عالي الضغط يستعمل في تشغيل آلات للخياطة ومعداتها، مما حول هذا الهواء إلى غاز خانق انتشر على نطاق واسع بوحدات المصنع.
وزادت نفس المصادر بأن الـ36 عاملة اللواتي تعرضن لحالات الاختناق، يعملن ضمن فريق المداومة ليوم أمس الأربعاء، وهو ما جنب باقي العاملات من هذا الحادث، حيث يزيد عددهن الإجمالي عن ألف عاملة.
هذا و جرى نقل العاملات المصابات بحالات اختناق على متن سيارتين للإسعاف فقط التابعتين للوقاية المدنية، وهو ما تطلب وقتا لحمل 36 عاملة نحو المستشفى الإقليمي محمد الخامس، وهناك واجهت العاملات الصعاب في الحصول على جرعات من الأوكسجين نحو الرئتين، وذلك بسبب توفر مصلحة المستعجلات بنفس المستشفى على ثلاث نقط فقط للتزود بالأوكسيجين العالي الضغط جرى تثبيتها داخل غرفة ضيقة، وهو ما تطلب اخضاع العاملات للتناوب في مشهد أعاد للواجهة الحالة الكارثية التي يوجد عليها هذا المستشفى الإقليمي على صعيد كل مرافقه، مع العلم أن مرتفقيه يأتون إليه من جميع جماعات إقليم صفرو و بولمان قبل توجيههم إلى مستشفيات فاس عند الضرورة.
من جهتها كشفت آخر الأخبار، بأن عاملات مصنع الملابس الداخلية “ماروك موديس” في فرع الشركة بالحي الصناعي لصفرو، غادرن مستشفى محمد الخامس بنفس المدينة ليلة “الأربعاء- الخميس” الأخيرة، بعدما تحسنت حالتهن الصحية، فيما لم يلتحقن بعملهن صباح هذا اليوم الخميس وذلك في انتظار انهاء الشركة تدخلاتها في تحييد أي تسرب من قنوات الهواء العالي الضغط و كذا قنوات التكييف، ذلك أن حادث الاختناق في وسط عاملات هذه الشركة “الألمانية- المغربية” بصفرو و الذي سبق حادث مماثل بمقرها الرئيسي في فاس منتصف شهر نونبر من العام الماضي كانت ضحيتها أزيد من 70 عاملة، (كل هذا) أعاد للواجهة شروط السلامة و الوقاية المفروضة بالمعامل و المصانع و التي تطرح أكثر من تساؤل مع سقوط ضحايا أو مصابين في حوادث تختلف مسبباتها.