عقب حسم المحكمة الإدارية بفاس لملف عزل عبد الواحد المسعودي المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة من رئاسة الجماعة الترابية لمدينة تازة، وذلك بإصدارها لحكم قطعي رقم 2146 ملف 289 / 7110 / 2024، يرتقب بأن يشهد مقر نفس الجماعة صباح يوم غد الجمعة 15 نونبر الحالي، التئام جلسة استثنائية لانتخاب الرئيس الجديد و مكتبه.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها “الميادين”، فإن عددا من الوجوه القديمة المنتمية لمجموعة من الأحزاب السياسية، والذين كانوا ضمن تشكيلة المجلس الجماعي السابق، عادوا للواجهة بدخولهم في تكتلات سياسية للفوز بمقعد الرئاسة خلفا للرئيس المعزول .
وزادت نفس المصادر، بأن اجتماعات ماراطونية مكثفة ميزت التنسيق المسبق بين مستشاري الأحزاب السياسية الممثلة داخل مجلس جماعة تازة، حيث اختار المرشحون لمنصب الرئاسة، ّإجرائها في فضاءات بعيدة عن مدينتهم، حيث جمع المرشح الاستقلالي، منير الشنتير البرلماني و الطبيب الصيدلاني، (جمع) أنصاره في مأدبة غذاء دسمة، احتضنتها الفيلا التي يملكها بضواحي تازة، وعلى نفس الخطة سار منافسيه، عمر بالي عن حزب جبهة القوى الديموقراطية، وخالد حجاج عن حزب الأصالة والمعاصرة والذي يعول عليه رفاق فاطمة الزهراء المنصوري لاستعادة مقعد الرئاسة عقب عزله زميله عبد الواحد المسعودي.
و عشية التئام جلسة انتخاب الرئيس الجديد لجماعة تازة و كذا مكتب مجلسها المرتقب صباح يوم غد الجمعة ابتداء من الساعة الحادية عشر، ارتفعت درجة التنافس بين المرشحين الثلاثة، وذلك عقب انسحاب رجل الأعمال و البرلماني السابق، حميد كوسكوس المنتمي للحركة الشعبية، حيث لجأ كل مرشح إلى استعمال السرعة النهائية لكسب السباق نحو مقعد رئاسة مجلس جماعة مدينة تازة.
من جهتها كشفت كواليس أخبار التكتل السياسي للمرشحين الثلاثة بحثا عن أصوات مستشاري هذه الجماعة المكونة من 35 عضوا، بأن مرشح حزب الاستقلال منير الشنتير و الذي تقدمه التقارير الواردة من تازة، المرشح الأوفر حظا للظفر بمقعد الرئاسة، فإنه بات يواجه الصعاب في الحفاظ على تكتله السياسي مع مستشارين من داخل حزبه و كذا حلفائه، وذلك بسبب المستشار الجماعي المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، محمد بوداس والذي يعتبر من “المعمرين” القدامى بمجلس جماعة تازة، حيث اشترطه زملاؤه التجمعيون ليكون ضمن تركيبة مكتب الرئيس الاستقلالي في حال انتخابه يوم غد الجمعة، وهو ما رفضه أنصار المرشح الاستقلالي، مما يشكل تهديدا حقيقيا له في الحفاظ على
أصوات المستشارين المعترضين على التجمعي محمد بوداس، والمطالبين بإبعاده من تشكيلة المكتب الجديد المرتقب.
و في انتظار ما ستسفر عنه جلسة الحسم في الرئيس الجديد لجماعة تازة ومكتبه، انتقل الصراع السياسي التي تعيشه المدينة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، أبطاله انصار المرشحين الثلاثة، فيما اختارت مجموعة من شباب المدينة، عدم النيء عن هذا السباق المحتدم ما بين الأحزاب السياسية الممثلة في المجلس الذي يدبر شؤون مدينتهم، حيث أجمعوا في تعليقاتهم على الحدث المرتقب يوم غد الجمعة، بأن “جماعة تازة تعد من الجماعات التي تحولت إلى مطية للغناء الفاحش” ، كما انتقدوا بقوة الوجوه القديمة التي عادت للواجهة للظفر بكرسي الرئاسة و مواقع داخل المكتب المسير، مشددين على أن هذه الوجود القديمة،”ساهمت بشكل مباشر في سوء تدبير وتسيير الشأن المحلي”، بل إن أغلبهم، تورطوا بحسب آراء شباب المدينة، في مساندتهم للرئيس المعزول في كل قراراته التي ترتبت عنها أخطاء جسيمة أضرت بهذا المرفق العمومي و مصالح مدينة تازة، و أنهم لم يفعلوا آليات القانون التنظيمي في حقه، لولا تدخل المفتشية العامة لوزارة الداخلية التي كشفت ضمن تقريرها المرفوع إلى الجهات المسؤولة على مجموعة من الاختلالات المالية والتلاعبات في الصفقات العمومية والعمرانية و السندات ، ليتدخل عامل الإقليم مصطفى المعزة لطلب عزله امام القضاء الإداري، تورد ملاحظات وتعليقات شباب تازة على مواقع التواصل الاجتماعي.