عرف إقليم فكيك خلال الأسبوعين الأخيرين،هطول أمطار ناتجة عن زخات رعدية، كانت موضوع النشرة الإنذارية لمديرية الأرصاد الجوية من الدرجة الحمراء والتي شملت عددا من مناطق الإقليم.
وفي هذا السياق عاشت بالخصوص مدينة تالسينت، على مدى يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع الجاري، نزول كميات هائلة من مياه الزخات الرعدية، وهو ما تسبب في فيضان الأودية التي تخترق نفس المدينة من كل الجهات، مما أدى ارتفاع منسوب ميامها بشكل لافت ليلة الأربعاء- الخميس الأخيرة، بسبب تهاطل الأمطار بكميات كبيرة وهائلة.
من جهة أخرى أجمع عدد من سكان مدينة تالسينت ممن تحدثوا “للميادين” بخصوص خطورة فيضان أوديتها عند هطول الأمطار الناتجة عن الزخات الرعدية، على سلامة ساكنة هذه المدينة التي تتوسط وادين كبيرين، (أجمعوا) على إعادة طرحهم لمطلب بناء سد بمنطقة “تيزيزاوين” الواقعة في الشمال الغربي للمدينة، حيث يرون في هذا السد حلا لأخطار المياه الطوفانية للواد، وكذا مكتسبا لتوفير مياه الشرب، خصوصا أن المنطقة تشكو من عدم استقرار التساقطات المطرية، مما يجعلها تعيش سنوات من الجفاف، والتي جعلت المياه تنعدم في فرشتها الباطنية، مما دفع بالجهات المعنية خلال السنوات الأخيرة، تلجأ إلى مد السكان بالماء الشروب من جماعة بني تجيت المجاورة.
عودة مطلب بناء سد “تيزيزاوين” للواجهة، أملته الأمطار الكثيرة التي تهاطلت على المنطقة و تسببت في ارتفاع لافت لمنسوب الأودية التي تخترق مدينة تالسينت، أعاد الى الأنظار تأخر حسم الجهات الحكومية و سلطات عمالة بوعرفة وجهتها في وجدة، في مستقبل هذا السد والذي سبق للجنة مختلطة بأن زارته موقعه على واد اسلي، بالمنطقة المتواجدة على بعد عشر كيلومترات عن وسط مدينة تالسينت ، بالجهة الشمالية الغربية على الطريق المتجهة من نفس المدينة نحو جارتها مدينة ميسور، حيث توقعت الدراسات الأولية المنجزة آنذاك، عن تحقيق سد “تيزيزاوين” في حال إنجازه، لما يقارب 30 مليون مترا مكعبا، وهو رقم كبير كان من المفروض بأن يعجل مسطرة اكمال الدراسات و وزيارات اللجان التقنية، لكن حتى الآن، لا شيء يفسر هذا التماطل، وفق تعبير مصادر قريبة من الموضوع، خصوصا أن هذا السد يدخل ضمن خطة وطنية صدرت بخصوصها تعليمات ملكية سابقة لنسريع وتيرة انجاز عدد من السدود بالجهة الشرقية.
جانب من فيضان أحد أودية تالسينت (2024/09/11)
من جهته أفاد عضو بلجنة تضم ممثلين عن سكان مدينة تالسينت، والتي تأسست سنة 2009 للترافع على مطلب بناء سد على واد اسلي بمنطقة “تيزيزاوين” بالشمال الغربي لنفس المدينة، (أفاد) في حديثه “للميادين”، بأن هذه اللجنة والتي رأت النور بعد فيضانات سنة 2006 التي خلفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، عجلت حينها بتقديم ملف يطالب ببناء هذا السد، حيث جرى وضعه على مكاتب مسؤولين إقليميين وجهويين وكذا مركزيين، إذ اسفرت هذه التحركات إداريا مع كل الجهات المتدخلة والمعنية، وكذا على مستوى البرلمان و المجالس الأخرى المنتخبة محليا وجهويا، (أسفرت) عن برمجة هذا السد ضمن السدود التي ستحدث خلال 2025 بالمنطقة الشرقية، وهو ما جعل سكان تالسينت يعيدون هذا المطلب للواجهة، ملتمسين تسريع فتح ملف سد “تيزيزاوين”، لحل مشكل النقص الحاد في مياه الشرب، والاستفادة من المياه الغزيرة و التي يأتي بها واد اسلي عند هطول المطار معية باقي الأودية التي تخترق المنطقة.
و مع كل هطول للأمطار يحيى مطلب ساكنة تالسينت لحسم أمر سد “تيزيزاوين”، كما حدث مع الأمطار الطوفانية التي عاشتها المنطقة خلال الأسبوعين الأخيرين، وهو ما يضع والي جهة الشرق معاذ الجامعي وزميله عامل عمالة بوعرفة محمد ضرهم، وسط مسؤولياتهم بخصوص حماية تالسينت من مخاطر الأودية التي تخترقها، وكذا معالجة النقص الحاد في مياه الشرب والسقي عبر بوابة هذا السد، والذي تحدثت تقارير رسمية عن برمجته لسنة 2025 ، ضمن أوامر ملكية سابقة طالبت القطاعات الحكومية المعنية وكذا السلطات بهذه الجهة، للعمل على تسريع وتيرة انجاز عدد من السدود حتى تستفيد ساكنة هذه المناطق من المياه الوافرة التي ترفع منسوب أوديتها مع هطول الأمطار الناتجة في أغلب الأحيان بهذه المناطق عن الزخات الرعدية، كما حدث خلال الأيام الأخيرة الماطرة.
(فيديو يلخص مطلب السد وأهميته لدى الساكنة)