تتواصل تداعيات الازمة التي تفجرت مؤخرا ما بين المغرب واسبانيا عقب دخول زعيم جبهة البولساريو إبراهيم غالي بجواز سفر وهوية مزورة إلى اسبانيا قادما اليها من الجزائر، حيث اعلن المغرب على لسان وزارته الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عن تبنيه لقرار تصعيدي متواصل تجاه اسبانيا.
وفي هذا السياق وجهت وزارة الشؤون الخارجية المغربية، سيلا من الانتقادات القوية لموقف المسؤولين الحكوميين الاسبان الذين قللوا من تداعيات استقبال اسبانيا لزعيم جبهة البولساريو على أراضيها، حيث قالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في آخر بلاغ لها في الموضوع، إن “موقف بعض المسؤولين الحكوميين الاسبان الذي تضمن حكما مسبقا على رد الفعل المغربي الرسمي الغاضب حيال اسبانيا لعدم إبلاغها لنظيرتها المغربية بقدوم زعيم البوليساريو، حيث حاول الاسبان التقليل من التداعيات الخطيرة للحادث على العلاقات المغربية الاسبانية، فان ذالك لا يمكن، تضيف وزارة الشؤون الخارجية المغربية، أن يحجب الفعل الخطير الذي تورط فيه المسؤولين الحكوميين الاسبان وإضرارها الكبير بالشراكة الثنائية بين البلدين التي تفترض أن ان تحظى بمسؤولية مشتركة قوامها الثقة المتبادلة واحترام وضمان المصالح الاستراتيجية للبلدين، وهذا ما غاب في حادث استقبال اسبانيا لزعيم البولساريو لتناقض هذا الفعل الخطير الصادر عن اسبانيا، مع جودة العلاقات بين المغرب وجارتها، وهو نفس الاجماع الذي عبرت عنه وتقاسمته مع الحكومة المغربية الاحزاب السياسية المغربية الممثلة في البرلمان.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قد اصدرت في 8 ماي الجاري، بلاغا بلغة دبلوماسية قوية وغير مسبوقة خاطب بها المغرب جارته اسبانيا، حيث اعتبر المغرب عدم ابلاغه من قبل اسبانيا بدخول زعيم جبهة البولساريو ابراهيم غالي لأراضيها المتهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان، بأنه فعل يقوم على سبق الاصرار والترصد، وهو خيار ارادي وقرار سياسي لدولة اسبانيا أخذ المغرب علما كاملا به بعدما تورط المسؤولون الحكوميون الاسبان في محاولة اخفائه تحت مبررات ربطتها اسبانيا بالاعتبارات الانسانية لعرض زعيم البوليساريو على التطبيب فوق اراضيها.
وعلقت الحكومة المغربية على مبررات اسبانيا، بقولها إن التذرع بالاعتبارات الانسانية الصادرة عن اسبانيا لا يبرر موقفها السلبي والخطير على العلاقات بين البلدين ومصالحهما الاستراتيجية المشتركة، مشددة على ان اسبانيا تورطت في مناورات واعتبارات لا يمكن ان تشكل وصفة سحرية تمنح بشكل انتقائي لزعيم البوليساريو في وقت يعيش آلاف الاشخاص ظروفا لا انسانية في مخيمات تندوف تحت وطأة انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان من اغتصاب وتعذيب. وزاد المغرب في ردوده المتواصلة والآخذة في التصعيد ضد موقف اسبانيا، بان الاعتبارات الانسانية لا يمكنها ان تشكل ذريعة لتقاعس القضاء الاسباني حيال وجود زعيم جبهة البولساريو على اراضي اسبانيا، وذالك رغم توصله بشكاوى موثقة لضحاياه، وهو ما يطرح اكثر من تساؤل تقول وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، حول تطبيق القانون حفاظا على حقوق الضحايا في ظل ازدواجية المعايير وركوب سياسة الكيل بمكيالين، وحجة المغرب على ذالك هي أن الاعتبارات الانسانية التي تذرع بها المسؤولون الحكوميون الاسبان، لا يمكنها ان تشكل تفسيرا لتواطؤ اسبانيا مع الجزائر وتزويرهما لجواز سفر زعيم البولساريو وهو يحمل هوية جديدة بهدف التحايل المتعمد على القانون، وهي اعتبارات لا يمكنها ان تبرر في الوقت نفسه تنكر القضاء الاسباني للمطالب المشروعة لضحايا الاغتصاب والتعذيب التي تورط فيها زعيم البولساريو ابراهيم غالي بحسب شكايات ضحاياه الموثقة والمعروضة على القضاء الاسباني، تورد وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في بلاغها الاخير.