بعد تأجيلات متتالية للملف وذلك بسبب تنظيم فعاليات المهرجان العالمي للموسيقى العريقة لمدينة فاس، في دورته الـ26 التي اختتمت منتصف شهر يونيو الحالي تحت شعار”المعمار والمقدس”، حيث ترأس مراسيم إفتتاحه بفضاء باب الماكينة التاريخي الأميرة لالة حسناء، في حضرة شخصيات مغربية ودولية رسمية وأخرى من عالم السياسة والعلم الإقتصاد والفن، أخيرا أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بقسم جرائم الأموال لدى محكمة الاستئناف بمدينة فاس، قراراتها في حق كبار مسؤولي المهرجان الذين تورطوا في اختلاس وتبديد الأموال العامة التي تستنزف سنويا ميزانيات جماعات فاس الترابية.
هذا وقضت المحكمة بإدانة رئيس جمعية”فاس-سايس”والرئيس والمدير العام لمهرجان الموسيقى لعالمية العريقة والمدير العام السابق للمكتب الوطني للسياحة، عبدالرفيع الزويتن بسنة واحدة حبسا نافذة وغرامة مالية حددتها المحكمة في 20 ألف درهم، وذلك بسبب مؤاخذته من أجل اختلاسه وتبديده لمبلغ يزيد عن 70 مليون سنتيما صرفها من مال المهرجان، منها كراء طائرة خاصة بـ50 مليون سنتيما نقلته معية نجلته من فاس إلى ميلانو الإيطالية، بعدما أوهم الجميع أن سفره كان بأوامر من جهات عليا بالقصر، وفق ما كشف عنه محاميه عبد الكبير طبيح في مرافعته قبل دخول الملف إلى المداولة، حيث أدى زويتن كلفة الرحلة بالعملة الأجنبية “الأورو”، فيما صرف الباقي على بعض من ضيوف المهرجان من الشخصيات العالمية والمغربية، كما همت باقي التهم”تزويره لمحاضر وتواصيل وصفقات تخص المهرجان.
وبنفس العقوبة أدانت بها المحكمة، المدير العام السابق لمهرجان فاس العالمي، فوزي الصقلي على عهد رئيس الجمعية المنظمة للمهرجان ومؤسسها محمد القباج، حيث نسبت لهذا المتهم المدان، تهمة تبديد مبلغ 300 مليون سنتيما، وتشغيله لابنته بدون مباراة كمهندسة بالمؤسسة حظيت براتب محترم، فيما حصل على نفس العقوبة أيضا زميله، المسؤول الغداري السابق والمدير الحالي للمهرجان نسخة يونيو2022، عبد القادر الوزاني المتهم باختلاس وتبديد 250مليون سنتيما، بحسب ما كشفته نتائج الخبرة المحاسباتية، والتي سبق للنيابة العامة بأن حصلت عليها من خبير معتمد لدى محاكم فاس، قبل أن تعتمدها في تحريك الدعوى العمومية ضد المشتبه بهم الـ14.
من جهة أخرى أدانت المحكمة، عبد الله زاهر و أمنية السموني بالحبس النافذ لمدة عشرة أشهر 10 لكل واحد منهما وغرامة نافذة قدرها 40 ألف درهم.
وتبقى المفاجأة التي حملتها قرارات المحكمة، هي منحها البراءة لباقي المتهمين البالغ عددهم 5 متهمين، وهم المسؤول المالي للمؤسسة، محمد إيشوا الوزاني المتابع من أجل اختلاس مبلغ 320 مليون سنتيما، غضافة لممثلين لشركات تعاملت مع مؤسسة”روح فاس على عهد رئيسيها المديرين العامين عبد الرفيع زويتن وقبله محمد القباج، ويتعلق الأمر بمؤسسات بنكية وأخرى للطيران والخدمات الفندقية وممولون للحفلات، إضافة إلى شركة بالدار البيضاء مختصة في مجال التواصل والإعلام سبق لها ان تعاقدت مع الرئيس الحالي لمهرجان فاس للموسيقة العالمية العريقة، عبد الرفيع زويتن، وشركة أخرى حظيت على عهده بصفقة تسيير الموقع الإلكتروني للمهرجان، إضافة لمسؤولي شركات تعاقدت مع المؤسسة على عهد مديرها العام السابق فوزي الصقلي المتابع هو الآخر بتهم ثقيلة، منها شركة لبيع معدات ولوازم المكتب، وشركة للمحروقات، وشركات متخصصة في التدبير الإداري وتنمية المشاريع وجلب المستشهرين والممونين، إضافة لشركات متخصصة في الديكور وهندسة منصات المهرجان، حيث حصلت هذه الشركات على أموال طائلة لم يبررها مسؤولو جمعية”مهرجان الموسيقى العالمية العريقة”ضمن الأوراق المحاسباتية لمؤسسة”روح فاس.
أما المتهمين الباقيين، وهما محمد زروق الفيلالي، وإدريس فاصح صاحب أكبر المجموعات الفندقية والرياضات السياحية ووكالات للأسفار، المتهم باختلاس وتبديد مبلغ ضخم حدد في أزيد من 960 مليون سنتيما، فإنهما ينتظران احكامهما بجلسة 19 من شهر يوليوز المقبل، بعدما أمرت محكمة جرائم الأموال بفصل ملفهما عن الملف الأصلي بسبب غياباتهما المتكررة، بررها المتهم الثاني بالشواهد الطبية التي أدلى بها دفاعه لكونه يعاني من شلل نصفي.
هذا وعرفت لحظة نطق المحكمة بقرارتها بعد توقيف جلسة محاكمة رشيد الفايق ومن معه، بحكم أن الملفين برمجا بنفس جلسة هذا اليوم بغرفة جرائم الأموال الغبتدائية، (عرفت) ردود أفعال متباينة للمتهمين الـ14، حيث صام عن الكلام المسؤول الأول عن مهرجان فاس العالمي عبد الرفيع زويتن، فيما ظل زميله المدير العام السابق للمهرجان والمدير الحالي لمهرجان الصوفية،فوزي الصقلي يصرخ بشكل هستيري وهو يردد”هاذ عام ديال الحبس ديالمن، علاش الغدانة، هذا ظلم”وهو ما جعل أحد محاميه يتدخلون من أجل غخراجه من المحكمة وهو يواصل الصراخ والاحتجاج على إدانته، فيما فوجئ بقية المتهمين بقرارات المحكمة التي جاءت بردا وسلاما عليهم، بعدما ظلوا طوال جلسات المحاكمة يتحسسون رؤوسهم.