تتواصل سخونة السجال السياسي والأخلاقي ما بين فرق المعارضة بجماعة فاس و”عمدتها” من حزب “الأحرار” مؤازرا من قبل جزء من أغلبيته، بخصوص قطاع تدبير النظافة بالحاضرة الإدريسية بمقاطعاتها الست، وهو السجال الذي ينتظر بأنت ترتفع درجات حرارته يوم غد الثلاثاء 24 شتنبر الجاري، خلال التئام الدورة الاستثنائية المخصصة للدراسة والمصادقة على عقدي التدبير بين جماعة فاس والشركتين المفوض لهما جمع النفايات بمقاطعات أكدال، سايس زواغة والمرنيين من جهة، و مقاطعتي فاس المدينة وجنان الورد من جهة ثانية.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها “الميادين”، فإن ملف قطاع النظافة بمدينة فاس، وبعد عمليات شد وجذب عاشتها لجنة اختيار شركتي التدبير المفوض لهذا المرفق الجماعي ضمن الصفقتين المعلن عنهما، فإن هذا الملف وبإعلان نتائج الفرز ضمن ملفات الشركات التي تقدمت، تكون العملية قد دخلت منعطفا جديدا قد يضع مجلس “عمدة الحاضرة الإدريسية” وسط زوبعة جديدة، لكون الشركة الفائزة بالصفقة الأكبر لتدبير النفايات بنفس الجماعة، ليست سوى شركة”ميكومار” والتي تملكها عائلة يعتقد بأنها يهودية تحمل اسم “صهيون”، يوجد مقرها الاجتماعي بمدينة الدار البيضاء، حيث نجحت في الظفر بصفقة تدبير النظافة بمنطقة فاس الأولى والتي تضم مقاطعات أكدال، سايس زواغة والمرنيين، وذلك بغلاف مالي يتجاوز 16 مليار سنتيما، وتحديدا بمبلغ 163 363 000,32 درهما مع احتساب كل الضرائب والرسوم.
وزادت نفس المصادر، بأن هذه الشركة والتي بعتقد بأنها يهودية في انتظار ما سيرد حولها من معطيات تفصيلية، كانت قد أسسها مالكها الأصلي عام 1995، وهو رزق الله رياض صهيون المتوفي، حيث تعتبر شركة عائلية تضم أسهم أفرادها، والذين اختاروا بأن تكون”مجموعة مملوكة لعائلة صهيون”، تقدم خدمات متنوعة ومختلفة منها البيئة والنظافة وصناعة التجهيزات والاليات زيادة عن خدمات أخرى كقطاع الاتصالات وغيرها، بات يسير مجلس الإداري عقب وفاة مؤسسها، مسؤولها الجديد”ميشيل رياض صهيون”، يوجد مقرها بمدينة الدار البيضاء.
والمثير في الأمر، وبحسب ما أَسَرَتْهُ مصادر متطابقة “للميادين”، فإن كل الجهات المعنية بصفقة اختيار هذه الشركة المملوكة لعائلة”صهيون”والتي نال ملفها القوي تقنيا وإداريا وماليا صفقة تدبير قطاع النظافة لمدينة فاس، حرصت هذه الجهات من باب تخوفها من تأويل أو تفسير مرتقب قد يتسبب فيه الانتماء اليهودي المفترض لمالكي الشركة، و اسمهم العائلي “صهيون”، (حرصت) هذه الجهات على تقديم نفس الشركة بشكل مبتعد عما قد يتبادر إلى ذهن المتتبعين، تارة باعتبار “مالكيها هم يهود مغاربة”، و تارة أخرى بكون “مؤسسها يعتبر من أصل فلسطيني، يتحدر من عائلة صهيون والتي استقرت بمصر والاردن وسوريا و لبنان منذ سنين عديدة، أصولهم من فلسطين من جبل صهيون العربي، ذلك أنه تضيف نفس الرواية، “بعد زوال دولة اليهود القديمة عاد العرب و سكنوا جبل صهيون العربي، كما توجد قلعة في الساحل السوري تسمى صهيون ليس لها أي صلة باليهود، و هي عربية كنعانية اسما وأرضا وسكانا”.
هذا و ينتظر خلال التئام أشغال الجلسة الاستثنائية ليوم غد الثلاثاء، الإعلان الرسمي عن الشركتين الفائزتين بصفقتي تدبير قطاع النظافة بمقاطعات جماعة فاس، وعلى رأسهما شركة “ميكومار” المملوكة لعائلة”صهيون”، وهو ما قد يعيد للواجهة، الجدل القوي الذي عاشته جماعة فاس ومدينتها بسبب اتفاقية التوأمة مع بلدية إسرائيلية “كفار سابا”، والتي سبق لرئيس الجماعة عبد السلام البقالي بأن زارها في التاسع من شهر دجنبر 2022، حيث ندد فاعلون سياسيون و فرق المعارضة على الخصوص، من بينهم “إخوان بنكيران”بفاس، بهذه التوأمة، ردا منهم على ما يحدث بغزة من عدوان وحشي على المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء، حيث دعا حينها فريق “المصباح” لعقد دورة استثنائية لجماعة فاس، بغاية فسخ اتفاقية التوأمة مع بلدية “كفر سابا” القرية الفلسطينية التي تعرضت لعملية تهجير أهلها عام 1948 من قبل الجيش الاسرائيلي.