يبدو أن قصص وحوادث عمليات الإحصاء العام للسكان والسكنى، والتي انطلقت بداية الشهر الحالي بمختلف جهات المغرب ما تزال تعد بتطورات مثيرة ومتواصلة، آخرها الاحتجاجات التي تفجرت نهاية الأسبوع الجاري بمدينة فاس، حيث اتهم عدد من عناصر فريق العمل المكلف بالإحصاء أحد المشرفين “بالتسلط” و”إهانتهم” خلال مزوالتهم لمهامهم في الميدان.
واستنادا للمعطيات التي حصلت عليها”الميادين”من عدد من المشتكين ممن ضاقوا ذرعا كما يقولون من تصرفات المشرف الميداني بمنطقة”عوينت الحجاج”بفاس، فإن هذا الأخير والذي ليس سوى موظفا بالمديرية الإقليمية للتعليم بفاس (قسم البنايات)، حول جميع فئات العاملين في الإحصاء من أساتذة وطلبة وموظفين ومتقاعدين بقطاعات عمومية أخرى، إلى ما يشبه”العطاشة”، حيث يتعامل معهم بازدراء ويعرضهم للإهانة مع تهديديهم بفصلهم عن هذه المهمة المؤدى عنها، وفق تعبير المتضررين من تصرفاته.
وأوضحت ذات المصادر، بأن المشرف الميداني المحسوب على مديرية التعليم بفاس، وفي مقابل غيابه المتكرر عن مركز الإحصاء بمنطقة “عوينت الحجاج”، وعدم قيامه بحل المشاكل الميدانية لفريق العمل من حيث وسائل النقل غير المتوفرة واضطرار المشاركين في هذه المهمة إلى استعمال سياراتهم الخاصة أو وسائل النقل العمومي على نفقتهم، وغيرها من الصعاب التي تواجه عمليات تجميع المعطيات لدى الأسر وكذا البيانات المطلوبة الخاصة بالسكان والسكنى، فإن هذا المسؤول المكلف من قبل مندوبية التخطيط، يحرص عند التحاقه بالمركز بعد غياب متكرر، على صب جام غضبه على الأساتذة والطلبة والموظفين والمتقاعدين بقطاعات عمومية أخرى ممن يشاركون في تجميع المعطيات بمنطقة”عوينت الحجاج”، وتعريضهم لشتى وسائل الإهانة و التحقير و التهديد، مخاطبا إياهم بعبارة “أل ما عجبو حال إمشي فحالو”، بحسب ما حكاه المشتكون”للميادين”.
والمثير في تصرفات المشرف الميداني، هو أن فريق عمله بمركز”عوينت الحجاج”، لما اشتكوه لزميله المشرف الإقليمي على سير عمليات الإحصاء بفاس، مؤدب توفيق، فإن هذا الأخير لم يكلف نفسه البحث في الأمر ومعالجة المشكل عبر تنبيه المشرف الميداني المشتكى به بسبب تعامله غير اللائق مع فريق العمل الميداني للإحصاء من باحثين ومراقبين، وفق روايتهم، بل اكتفى المشرف الإقليمي بمطالبة المتضررين بتحملهم لتصرفات المشرف الميداني، وعدم الاكتراث لما يصدر عنه.
من جهة أخرى شدد الباحثون والمراقبون المشاركون في الإحصاء بمنطقة”عوينت الحجاج”، بأن رد المشرف الإقليمي على شكواهم ضد زميله المشرف الميداني، ترك انطباعات غاضبة وسط فريق العمل، حيث باتت أغلبية عناصر هذا الفريق تفكر في انهاء مهمتهم و الإنسحاب كمشاركين في تجميع معطيات الأسر وبيانات السكان والسكنى بهذه المنطقة، حفاظا على كرامتهم كما يقولون، وردا “على تعريضهم للإهانة والتهديد من قبل المشرف الميداني عليهم، وبقاء زميله المشرف الإقليمي في مقابل ذلك مكتوف اليدين”.
و لفت الباحثون والمراقبون المشاركون في الإحصاء خصوصا في الأحياء الشعبية لمدينة فاس، بأنهم يتعرضون يوميا لتصرفات غير لائقة من قبل عدد من الأسر، والتي تسعى لصب غضبها عليهم بسبب غلاء المعيشة و انتشار البطالة وتدهور الدخل الفردي للعائلات الفقيرة المنتشرة في هذه الأحياء، حيث لا تقدم أغلب الأسر معطياتها لبحاث الإحصاء والمراقب، إلا بعد أن يوجهوا كلاما مناوئا للحكومة وللمسؤولين، والذين يحملونهم مسؤولية ظنك العيش الذي يغرقون فيه، حيث يجدون في فريق الإحصاء فرصتهم لإسماع صوتهم كما يظنون، يعلق أحد المشاركين في العملية.