أصدرت المحكمة الابتدائية بفاس بجلسة “تلبس- اعتقال” والتي جرت أطوارها يوم أمس الإثنين، وهي تنظر في ملف المهاجر المغربي المتحدر من مدينة فاس والذي يعيش معية عائلته الصغيرة بالبرازيل، حيث جرى اعتقاله بتهمة ثقيلة تخص “إهانة هيئة دستورية”، (أصدرت) حكمها القاضي بحبس المتهم لمدة 5 سنوات نافذة.
وجاء صدور هذه العقوبة المشددة ابتدائيا في حق الفاسي المقيم بدولة البرازيل، عقب مناقشة ملفه بجلسة الإثنين ما قبل الأخير، حيث قدم حينها روايته للفيديو الذي فوجئ بنشره من قبل صديق له، على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بالتزامن مع وجوده بمدينة فاس، قادما إليها من البرازيل.
وأوضح المهاجر المغربي المعتقل، بأن ما ورد في الفيديو المنشور من قبل صديقه والذي حمله مسؤولية إخراجه للعلن، يخص محادثة جرت منذ أزيد من 9 سنوات، بينه وبين صديقه، حيث كان المتهم بحسب كلامه للمحكمة، حينها تحت تأثير الخمر، فصدر منه كلام يسيء للملك، قبل أن يفاجأ آنذاك بإقدام صديقه في عملية انتقامية منه، على نشر الفيديو الذي سجله من المحادثة التي جرت بين الطرفين وبدون علم المتهم.
وزاد المهاجر المعتقل، بأن عملية النشر الأولى والتي قصد منها صديقه الانتقام منه والإيقاع به في مشاكل مع السلطات المغربية بتهمة”الإساءة للملك”، لم يفلح فيها الصديق، حيث ظل يحتفظ بنفس الفيديو، لشهور طويلة، حتى علم بدخول المهاجر الفاسي إلى المغرب، ثم قام مرة أخرى بنشر الفيديو، حيث نجحت عملية النشر هذه المرة، مما تسبب في توقيف المتهم ومواجهته بتهمة “الإساءة للملك” أو ” إهانة هيئة دستورية”.
وتشبث المهاجر المغربي خلال الجلسة الماضية، بنفيه لعملية نشر الفيديو وإخراجه للعلن، فيما اتهم صديقه بالوقوف وراء ذلك بغرض الانتقام منه واستغلال حلوله بالمغرب لإدخاله للسجن، حيث قضى مدة من عطلته بفاس، حصل خلالها إلى عدد من الوثائق والتي كان يعتزم، كما قال للمحكمة، استعمالها لتغيير مقر إقامته من البرازيل إلى سويسرا معية أبنائه وزوجته، لكنه فوجئ بعد ذلك بتوقيفه ومواجهته بفيديو “الإساءة للملك”، حيث لم يضع المحققون يدهم حتى الآن على ناشر الفيديو، فيما حجزوا هاتف المتهم وعثروا فيه على صور زادت وفق “تكيفات” المحققين، من تعقيد وضعيته بخصوص المنسوب إليه.
من جهته، دافع دفاع المهاجر الفاسي، على روايته التي ظل طيلة أطوار البحث معه وكذا بجلسة محاكمته، يرويها بدون زيادة أو نقصان، مشددا على أن ما صدر عنه في حالة غضب كان تحت تأثير تناوله للخمر، حيث استغل صديقه المحادثة التي جرت بينهما عبر “الشات”، لتسجيل الكلام الذي صدر عن المتهم، وتحويله إلى فيديو جرى نشره مرتين على مواقع التواصل الاجتماعي، بغرض الانتقام، إذ نجح الصديق/ ناشر الفيديو، وفق كلام المهاجر المغربي بالبرازيل، في الإيقاع به وإدخاله للسجن.