لم يكن المبعوث الأممي، ديميستورا، محايدا أبدا في تقريره الذي رفعه إلى مجلس الأمن أخيرا، بل كان الرجل منخرطا في القضية إلى أخمص مشاعره، وبكل انحياز لمن يعادون المغرب، حتى وهو يحاول أن يخفي ذلك.
لقد فضح الرجل نفسه، وعبر في تقريره عما كان المغرب قد نبه إليه، حين الزيارة إياها إلى جنوب إفريقيا، إذ قال بكلماته الغاضبة، ما لم يظن، ربما، أنه سيقوله، وبالتالي، سيفهمه المخاطبون.
كان المتوقع، من رجل دبلوماسي، ومبعوث أممي، أن يقول في تقريره كلاما تقريريا، واضحا، متزنا، يبسط الوضع، ويبين مآلات المقترحات، وينتهي إلى خلاصات، دون أي زيادات.
غير أن “ديميفضوحا”عبر عن خوالج نفسه، وفضل ألا يشير إلى المقترح الوحيد والأوحد لحل القضية إلا مقرونا بحشو من عنده، من قبيل ضرورة التفاوض، والحكم الذاتي الحقيقي، فضلا عن تخويفه من حرب بين المغرب والجزائر، على أساس أن الحل لن يكون ممكنا، في تقديره، إلا في ظل “سلام” بين الجارين.
تقرير ديميستورا، أو “ديميفضوحا”، وهي الأصح، عبارة عن استقالة غاضبة، يقدمها رجل منحاز إلى مجلس الأمن، ليقول فيها: “إنني كنت أريد حلا آخر، حلا يؤدي إلى إنشاء دويلة صغيرة في خاصرة المغرب، وبما أن الأمريكيين والفرنسيين ضغطوا علي، كي أقر بأن الحل الوحيد والأوحد هو الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية، فأنا غاضب، وأقولها لكم، وسأستقيل”.

يا لها من نهاية غير مأسوف عليها، لرجل سبق له بأن أساء إلى الأشقاء السوريين، ولم يفض كلامه معهم، عندما كانت سوريا تعاني الأمرين تحت وابل البراميل، أي شيء. وهو من جاء ببدعة العودة إلى الاستفتاء، وتقرير المصير (بطريقته التي يريدها هو وأعداء المغرب).
“السي ديميفضوحا”، سير لهلا يردك.. غير سير، الله يعرضك السلامة. ومنين تسالي، مرحبا بيك في الكركرات، تشرب تاي، وتشطح مع الكدرة، وتسيح مع راسك في الشميسة، وتمتع العوينات بالراية المغربية، في الصحراء المغربية.