وجد رئيس مقاطعة بمدينة فاس، والمنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، خالد الحجوبي شقيق البرلمانية والقيادية “البامية”، وكذا النائب الجهوي للمندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، (وجدا) نفسيهما وسط “زوبعة” كبيرة، بعدما أقدم الرئيس كما يقول منتقدوه،على إطلاق اسم أبيه المتوفي على أحد أهم شوارع مقاطعة المرينيين.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها”الميادين نيوز”، فإن مقاطعة المرينيين التابعة للجماعة الأم بفاس، عقدت يوم أمس الجمعة، دورتها العادية لشهر يونيو الجاري، حيث تضمن جدول أعمالها ضمن النقطة الرابعة، تسمية الأزقة والشوارع بتراب نفس المقاطعة، وذلك بموازاة مع النمو العمراني الكبير الذي تعرفه هذه المنطقة و إحداث تجزئات وأحياء سكنية جديدة، حيث توصل مكتب مجلس مقاطعة المريننين، بحسب ما ورد في مذكرة العرض التي جرت تلاوتها بالدورة، بمراسلة من النائب الجهوي للمندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير بفاس، يقترح فيها، تردف نفس المراسلة، إطلاق أسماء رموز المقاومة وأعضاء جيش التحرير المنتمون للحاضرة الإدريسية، على شوارع و أزقة مقاطعة المرينيين.
وزادت نفس المصادر القريبة من الموضوع المثير للزوبعة بفاس، أن لجنة شؤون البيئة و التعمير بمقاطعة المرينيين وافقت على طلب المندوبية الجهوية للمقاومة وجيش التحرير، ووضعت أسماء رموز المقاومة ضد المستعمر الفرنسي المقترحة من قبل المندوبية، وجعلتها على رأس عدد من الشوارع و الأزقة، حيث تبوأ والد رئيس نفس المقاطعة، والذي جرى تقديمه على أنه “مقاوم مغوار بمدينة فاس، ضحى بالغالي والنفيس من أجل عزة هذا الوطن”، (تبوأ) رأس قائمة المواقع التي ستحمل أسماء مقاومي فرنسا إبان الاستعمار، حيث جرى اطلاق اسم “أحمد الحجوبي” والد رئيس مقاطعة المرينيين من حزب وزير العدل وهبي و شقيقته البرلمانية من نفس الحزب، على أهم شارع يخترق تجزئة الحديقة و كذا حي واد فاس بمقاطعة المرينيين، فيما تم توزيع أسماء رمزين من أكابر الصحابة عمر بن الخطاب وأبو بكر بن الصديق و أسماء بقية المقاومين و دول إفريقية و أنواع مختلفة من الأشجار على ما تبقى من الشوارع و الأزقة التي تحتاج إلى تدقيق عناوين سكنيات ساكنيها و تسميتها.
مندوب المقاومة للمستشارين..اذهبوا وابحثوا عن المقاوم أحمد الحجوبي لتعرفونه
وضع اسم أب مقاطعة المرينيين على أهم شوارع المقاطعة ضمن أحيائها الجديدة، لم يفت مرور الكرام، على الرغم من أن الرئيس فضل الغياب عن أشغال الدورة لتفادي الإحراج لعلمه بخطة تمرير اسم أبيه خلال عملية التصويت، حيث تساءل عدد من المستشارين حول علاقة اسم هذا المقاوم غير المعروف لدى الفاسيين و منطقتهم، بإطلاق اسمه على أحد شوارع المقاطعة التي يرأسها ابنه.
تساؤلات المستشارين، رد عليها بدر الصيلي، النائب الجهوي للمندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير بجهة فاس- مكناس، والذي حضر أشغال الدورة، بقوله مخاطبا المستفسرين ممن استغربوا من ورود اسم أب رئيس مقاطعة المرينيين ضمن لائحة رموز أعضاء جيش التحرير و مقاومي منطقة فاس، حيث قال لهم “ابحثوا عن اسم المقاوم أحمد الحجوبي و ستتعرفون عنه”، حيث لم يكلف نائب مندوبية الكثيري، نفسه عناء أي جهد ليبحث قبل قدومه إلى دورة مقاطعة المرينيين عن تاريخ أحمد الحجوبي الذي قدمه كمقاوم مغوار، وما أنجزه وكذا المنطقة التي مارس فيها نشاطه ضمن المقاومين المغاربة، إذ بدا المندوب نفسه جاهلا لاسم مقاوم اقترحه ليكون على رأس أهم شوارع مقاطعة المرينيين بفاس.
ومن خلال بحث سريع قامت به “الميادين نيوز” ضمن محركات البحث “لغوغل”(Google ) وباقي محركات البحث الأخرى، بخصوص المرحوم أحمد الحجوبي، تبين بأن هذا الأخير جرى تعيينه في الثمانينات قائدا للجماعة القروية (جرف الملحة) والتي اشتهرت سابقا بسوق المنطقة التي كانت تسمى حسب تقسيم الحماية (قبيلة سفيان الشرقية وبعض الدواوير من بني مالك الغربية)، وهو من أبناء منطقة لمريجة في ضواحي مدينة كرسيف، و كان يقدم على أنه من قادة جيش التحرير بنفس هذه المنطقة الشرقية من المغرب، لكن بدون أن تقع عيناك على منجزاته كمقاوم أو سيرته ضمن باقي السير الذاتية للمقاومين وأعضاء جيش التحرير.
من جهة أخرى، وفق نتائج بحث “غوغل”، فإن المقاوم المرحوم أحمد الحجوبي، اشتهر وسط سكان منطقة كرسيف و بالخصوص لدى أهالي جماعة “جرف الملحة” بضواحي نفس المدينة، بصراعه المرير مع رئيس نفس الجماعة القروية”جرف المنلحة” يسمى الحاج علال ولد عبد المولى، والذي كان قائدا من “قياد الربيع” كما كان يطلق على رجال السلطة قبل الحماية وبعدها، حيث تربع حينها على كرسي تدبير شؤون قبيلة سفيان الشرقية خلفا لوالده القايد عبد المولى، وقد عزل الشخص نفسه عن القيادة في أواخر الأربعينيات، وبعد الاستقلال ترأس علال ولد عبد المولى ، العود اللذوذ للقائد المرحوم أحمد الحجوبي، أول مجلس للجماعة القروية (جرف الملحة) في أول انتخابات جماعية في المنطقة، ليبقى رئيسا لها لغاية التسعينات من القرن الماضي.
فمهما قيل عن الرجل بخصوص إنجازاته كمقاوم، فإن المندوبية الجهوية لجيش التحرير وأعضاء المقاومة في جهة فاس- مكناس وكذا مكتب مجلس مقاطعة المرينيين الذي يرأسه ابنه، قدما معطيات مغلوطة وغير دقيقة لمستشاري نفس المقاطعة سواء من خلال مراسلة المندوبية التي اقترحت الاسم او مذكرة العرض التي جرت تلاوتها بأشغال دورة يونيو العادية ليوم أمس الجمعة، حيث شددت الوثيقتين على أن “مقترح تسمية بعض الشواراع والأزقة بتراب المقاطعة يخص أسماء شهداء ورموز المقاومة وأعضاء جيش التحريرالمنتمون لمدينة فاس المجاهدة”، والحال أن المرحوم أحمد الحجوبي أب رئيس نفس المقاطعة، مارس نشاطه كمقاوم بمنطقة كرسيف المغربية التي تقع في الشمال الشرقي، إذ تشتهر هذه المدينة باسم بوابة جهة الشرق بعدما تم إلحاقها بنفس الجهة مع التقسيم الجهوي الأخير.
والمضحك في هذا الموضوع، هو أن أعضاء مجلس مقاطعة المرينيين على الرغم من عدم معرفتهم بأب رئيس مقاطعتهم والذي جرى تقديمه على أنه “مقاوم مغوار” بالمنطقة، فإنهم صوتوا بالإجماع على اطلاق اسمه على أهم الشوارع الجديدة بمقاطعة المرينيين، فيما ناب النائب الجهوي لمندوبية الكثيري بجهة فاس- مكناس، عن رئيس نفس المقاطعة خالد الحجوبي الغائب عن الدورة، وهو يرد على انتقادات المستشارين، حيث شدد مسؤول المندوبية بدر الصيلي، على أن “لائحة الأسماء المقترحة يتم اعتمادها من طرف المندوبية ولا علاقة لمجلس المقاطعة بها.
ولفت ممثل مندوبية الكثيري بجهة فاس في ذات السياق، إلى أن هذه للائحة لرموز المقاومين وشهداء جيش التحرير وغيرهم ممن اقترحت أسماءهم على شوارع وأزقة بمقاطعة المرينيين، ستخضع للمساطر الإدارية والقانونية المعمول بها قبل اقتراحها على مجلس المقاطعة للتداول والتصويت، تليها مساطر أخرى ، وهو ما يؤشر على استمرار نفس “الزوبعة” والتي قد تصل إلى مصالح والي فاس وعامل عمالتها سعيد ازنيبر، وبعده مجلس جماعة فاس خلال دورته العادية لهذا الصيف، خصوصا أن تسمية الأزقة والشوارع من إختصاص مجلس الجماعة أما دور مجلس المقاطعة ينحصر في التداول والتصويت ورفع ملتمس لمجلس جماعة فاس، تورد مصادر “الميادين نيوز”.