على بعد حوالي 14 كيلومترات عن وسط مدينة افران، تنتصب بقلب غابات الأطلس المتوسط، شجرة من نوع الأرز الأطلسي المشهور عالميا باسمCèdres atlantique))، تمتد على طول 42 مترا و 8 أمتار عرضا، حيث عمرت هذه الشجرة العملاقة منذ ما يزيد عن 8 قرون، قبل أن تشتهر خلال فرض الحماية الفرنسية على المغرب باسم مكتشفها الجنرال الفرنسي هنري جوزيف أوجين، والملقب بـ”غورو”.
وتعد شجرة الأرز”غورو”، مفخرة المنطقة، شجرة عملاقة تعانق السحاب حيث تشرئب الاعناق للتملي بطولها، فيما ظل الجميع من زوار وباعة وقردة وطيور، عندما كانت أوراق أغصانها مريقة خضراء، يتفيؤون ظلها.
اليوم تحولت مفخرة المنطقة إلى خطر حقيقي يهد زوارها وعشاقها من الأجانب والمغاربة، بعدما نالت الشيخوخة من أغصانها الجافة وهي تتهاوى أرضا، مما دفع المسؤولين عن هذا الفضاء السياحي إلى نصب حواجز حديدية تحيط بالشجرة لمنع الزوار من الاقتراب منها خوفا من سقوط اغصان شجرة الأرز “غورو”على رؤوسهم.. ما الذي وقع لهذه الشجرة التي تحولت من مزار سياحي عالمي، يجلب على مدار شهور السنة عددا من الزوار من مختلف بقاع العالم، إلى جسد بلا روح ظلت معه الشجرة العملاقة شامخة وهي ترفض أن تتوسد أغصانها قدمها.
“الميادين نيوز” ترصد ضمن أول قصة من برنامج”للقصة بقية”، تداعيات المخاطر التي باتت تهدد أكبر شجرة معمرة بشمال إفريقيا، والمهددة اليوم بالسقوط في أية لحظة.
أصل الحكاية
ما تزال ذاكرة أهل المنطقة بالجبل المعروف باسم”أفقفاق”، حيث توجد غابة الأرز بين مدينتي أزرو وإفران، تحتفظ بتفاصيل قصة شجرة الأرز والجنيرال الفرنسي”غورو”، حيث ظل المرشدون وما يزالون يحكونها للزوار خلال حلولهم لرؤية الشجرة التي حملت إسم الجنيرال الفرنسي، والذي كان بحسب الرواية، مارا بالمنطقة صيف 1913، أي بعد مرور سنة تقريبا عن فرض الحماية الفرنسية على المغرب في 30 مارس 1912، عقب توقيع معاهدة فاس والتي منحت فرنسا السيطرة على المنطقة الوسطى، مما أشعل بها احتجاجات ومقاومة شرسة من قبل أهالي منطقة الأطلس على الخصوص، وهو ما تطلب حضور الجنيرال هنري جوزيف أوجين، على رأس فيلق للجيش الفرنسي في مهمات تمشيطية بغابات الأطلس بحثا عن المناهضين للوجود الإستعماري، حيث لجؤوا حينها إلى مغارات مرتفعات الأطلس المتوسط، بحسب ما تقول وثائق تاريخية تؤرخ لتلك الفترة من التاريخ المغربي بهذه المنطقة.
بعد أن اخترق الجيش الفرنسي الوديان والجبال، استنادا إلى ما تلوكه ألسن سكان المنطقة، أدركهم الليل بوسط غابة الأرز بضواحي مدينة إفران، فقرر حينها الجنيرال الفرنسي التوقف هناك لأخذ قسط من الراحة قبل مواصلة عمليات التمشيط مع الساعات الأولى من اليوم الموالي، وفي الصباح ولما أمر الجنيرال جنوده لاجتماع عام ليخطب فيهم تحت شجرة للأرز، والتي تظل المكان وهي تمتد على علو يزيد عن 42 مترا و 8 أمتار عرضا، لاحظ جنوده أن الشجرة التي يقف تحت أغصانها قائدهم تشبه وقفته، في إشارة منهم إلى منظر الرجل الذي فقد ذراعه اليمنى في أحد الحروب التي قادها على رأس الجيش الفرنسي بسوريا، مما جعل شكله بذراع واحد، يشبه شكل شجرة الأرز التي يتفرع منها جذع ضخم يبدو مثل الذراع الموجه نحو السماء(كما تُظهر الصورة)، وتضيف ذات الرواية، بأن القائد العسكري الفرنسي”غورو”، لما انتبه لملاحظة جنوده وهم يشيرون عليه لإلقاء نظرة إلى الشجرة التي أسندته ورجاله ليلا، فوجئ لصورتها التي تنطبق على حاله، فنطق حينها قائلا لجنوده”انظروا إلى هذه الشجرة فهي تشبهني كما قلتم، فهي أيضا بذراع واحد، فعلا إنها غورو الثاني”، تورد رواية شجرة الأرز الشهيرة مع الجنرال الفرنسي.
شهرة عالمية
منذ ذلك الحين، تقول قصة أعرق شجرة للأرز بغابات الأطلس المغربي، حملت الشجرة إسم الجنرال الفرنسي هنري جوزيف أوجين، والملقب بـ”غورو”، وتحولا معا إلى مادة دسمة لحكايات كثيرة للسياح وللكتاب الأوربيين ممن اهتموا بموضوع الشجرة، وخاضوا في أعماق العلاقة الحميمية والارتباط الأبدي الذي جمع الجنرال”غورو”بشجرة الأرز بقلب الأطلس المتوسط ، مما أكسب الشجرة شهرة عالمية كبيرة تحولت معها إلى مزار سياحي، ومحج رئيسي لأعداد غفيرة من السياح المغاربة و الأجانب خاصة الفرنسيين منهم و الذين اعتادوا على زيارتها كلما قدموا إلى المغرب.
ومع مرور الزمن باتت الشجرة المعمرة”غورو”، من أشهر المزارات السياحية التي يشتهر بها إقليم إفران، حيث كسبت شجرة الأرز سمعة وصيتا عالميا، يعرفها الأجانب أكثر مما يعرفها المغاربة، فيما استقطب الرواج السياحي بهذا المكان الموحش وسط الغابة بضواحي مدينة إفران، عدد من العاملين في القطاع السياحي وآخرون من أبناء المنطقة دفعتهم البطالة إلى طلب فرصة تنقذهم من الحاجة، حيث أحدثوا قبالة الشجرة المعمرة، محلات و”بازارات”صغيرة مبنية من الخشب، يبيعون فيها منتجات الصناعة التقليدية المحلية والتي تشتهر بها القبائل الأمازيغية بالأطلس، إضافة الى تذكارات مصنوعة من الرخام وخشب العرعار، أغلبها تجدها معروضة في المتنزه الوطني لإفران، حيث يتقمص أغلب هؤلاء الباعة، أحيانا جبة المرشد السياحي، فيحدثون زبناءهم وباقي الزوار عن عظمة هذه الشجرة السامقة، وعن سر جمال وسحر غابة أرز الأطلس التي تحيط بها من كل الجوانب.
وتعززت الخدمات المقدمة للسياح، بمطاعم تقليدية تقدم الوجبات الغذائية للزوار بنكهة تنحل من الطبخ المحلي المميز ضمن أطباق الطاجين المغربي، فيما يجد الزائر بمدخل المنتزه، عدد من الأحصنة من مختلف الأحجام، يعرضها أصحابها أغلبهم من سكان المنطقة، ويضعونها رهن إشارة من يرغب في جولة سياحية على متن صهوتها، مقابل مائة درهم للساعة، حيث يتحول صاحب الحصان إلى مرشد سياحي ملم بكل خبايا المكان المحيط بالمزار السياحي لشجرة”غورو”المعروف بصعوبة مسالكه، يتجاوبون بشكل لافت مع كل الزوار من مختلف الأجناس، وهم يحرصون على التجاوب معهم باللغة التي يفهمها السائح.
وتبقى الميزة التي تطفي طابعا ترفيهيا طبيعيا على المكان، ينبهر له زوار شجرة”غورو”، بحسب ما كشفه لـ”للميادين نيوز”الناشط البيئي بإقليم إفران محند أمقران، هو أعداد القردة الذين يرابطون بعين المكان ليل نهار، وكأنهم يحرسون هذه المعلمة السياحية والإيكولوجية العريقة والصامدة بعناد كبير منذ قرون، حيث لا تكتمل زيارة الشجرة دون ملاعبة القردة المنتشرة في محيطها، فبمجرد ما يلمح القردة الزوار قادمين صوب الشجرة، يدنون منهم للحصول على أعطيتهم، والتي غالبا ما تكون بعض الأطعمة وبخاصة الفول السوداني، مما يطفي نوعا من التعايش بين الزوار والقردة، والتي تقابل الأطعمة المقدمة لها بسماحها للوافدين بمداعبتها للحظات تحددها القردة بحسب مزاجها، حيث تبدو في أغلب الحالات غير آبهة بالهواتف الذكية وآلات التصوير الرقمية المصوبة إتجاهها لالتقاط صور معها للذكرى بمحاذاة الشجرة المعمرة بالمكان، يقول الناشط البيئي محند أمقران، مشددا على أن فصيلة القردة التي تعيش بالقرب من شجرة”غورو”، من نوع المكاك البربري والمعروف لدى السكان المحليين باسم”زعطوط”، وهو من النوع النادر والمهدد بالإنقراض بغابات الأطلس المتوسط، مما يستوجب تدخلا من الجهات المعنية لحماية”قرد الأطلس”كما اشتهرت تسميته بين المهتمين بعوالم الحيوانات.
“غورو”من الشهرة إلى الموت
الحالة التي باتت عليها شجرة الأرز المعمرة، تدمي قلوب الناظرين إليها من زوارها، ولسان حالهم يقول”حرام ان تترك الجهات المعنية هذه الشجرة الشامخة شموخ جبال الأطلس تواجه مصيرها لوحدها بعد أن امتدت إليها يد الموت”، وذلك في إشارة منهم إلى ما يظهر على الشجرة سنة بعد أخرى، من علامات الجفاف بعد أن تساقطت آخر أوراقها منذ حوالي ثمانية سنوات من الآن، كما يذكر أصحاب المحلات التجارية المرابطون بالقرب منها، حيث تحولت “شجرة غورو”، على الرغم من انتمائها لجنس أشجار الأرز الدائمة الخضرة من الفصيلة الصنوبرية المشهورة بسرعة نموها، إلى شجرة يابسة تعيش اليوم نهاية دورة حياتها، يقول الناشط البيئي بالمنطقة محند أمقران، حيث أعزى هو وعدد من زملائه سبب إحتضارها إلى بلوغ الشجرة سن الشيخوخة، فيما لم يستبعدوا تعرضها لأعمال تخريبية بشرية، قد يكونون من الزوار، وذلك بعدما اشتبه المدافعون عن قضية “غورو” في لجوء بعض الزوار من المغاربة، بدوافع الشعودة والسحر الى إحداث ثقوب بجدع الشجرة، مما تسبب في نخرها من الداخل حتى تحول جزء منها إلى أعجاز نخل خاوية، قبل أن يسري الجفاف في شرايين الشجرة وتموت أجزاؤها رويدا رويدا.
رواية ثانية تبدو الأقرب من الصواب ويرجحها أغلب نشطاء البيئة بإقليم إفران، حكتها “للميادين نيوز”مصادر أخرى من عين المكان، وتطابقت مع ما أجمع عليه سكان المنطقة وأصحاب المحلات التجارية و”البازرات”ممن ترتبط تجارتهم بمستقبل”شجرة غورو”، حيث ربطوا سر احتضار الشجرة، بأشغال الحفر التي نفذتها مقاولة تعاقدت مع مجلس عمالة إفران، بداية سنة 2004 لجر أنابيب المياه الصالحة للشرب من مكان أعلى بالجبل المسمى”أفقفاق” نحو مدينة آزرو، كان وراء اختراق شبكة أنابيب مياه الشرب للموقع السياحي، مما يكون قد تسببت في قطع جزء كبير من الشرايين الباطنية للشجرة، مما تسبب في موتها بعد أن جفت عروقها من المياه، واصفرت أغصانها سنة بعد سنة، حتى تحولت إلى كومة من الأعواد اليابسة، لكنها مع ذلك فإنها تحافظ حتى اليوم على شموخها نحو السماء، شاهدة على ذكريات مجد غابر وتاريخ عريق تحكيه “شجرة غورو” لزوارها، و جذوعها تحتفظ بما تركه العابرون بها من آثار.
الشجرة التي حملت إسم الجنرال الفرنسي غورو، أصبحت اليوم في نظر البعض خطرا على زوارها بعد أن امتد إليها يد الموت، وحجتهم أنها تحولت إلى جدران الموت الآيلة للسقوط، يقولون أنها قد تسقط في أية لحظة، مما قد يشكل خطرا على الزوار، وذلك بالنظر لثقل أخشاب الشجرة وطولها الذي يزيد عن 42 مترا وعرضها 8 أمتار، وهنا تكمن خطورتها يقول أحد أبناء المنطقة فضل عدم نشر إسمه، خصوصا أن ما يزيد من الخطورة، بحسب ذات المتحدث، هو لجوء بعض الزوار أغلبهم من الشباب، إلى تسلق الشجرة ليؤرخوا لزياراتهم للمكان عبر تدوين أسمائهم في شكل وشم على جدوعها، والتي تحول إلى سجل ذهبي تملأه مئات التوقيعات والأسماء بمختلف لغات العالم.
وزارة السياحة تعدم”غورو”
وكان شجرة”غورو” لم تكن يوما من أشهر المزارات السياحية التي يقصدها السياح الأجانب والزوار المغاربة، وكأن هذه الشجرة لم تكتسب شهرة عالمية جعلتها تحظى باهتمام سياحي كبير لزوارها الذين يأتون إليها من مختلف بقاع العالم، حيث يفوق عددهم ستين ألف سائح، هذا الواقع المؤلف والمحرج، وقف عليه أبناء إفران خصوصا الطلبة منهم والمهتمون بقطاع السياحة والمآثر التاريخية، والذين تحدثوا لـ”للميادين نيوز”، واشتكوا من إقصاء المزار السياحي لموقع شجرة”غورو”العالمية، من لائحة المواقع السياحية التي تروج لها وزارة السياحة بموقعها الإلكتروني.
“الميادين نيوز” قام بالبحث في الموضوع، على الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة السياحة، ووقف على صحة ما نقله المدافعون عن “شجرة غورو”، حيث رصدت الجريدة بأن موقع وزارة ساجد، نشر ضمن خانة “أحدث مقالاته” بداية الصيف الماضي، وبالتحديد في 16 مايو، مقالا تحت عنوان” إقليم إفران.. تحت المجهر”، كشف عن الإسم الحقيقي لمدينة إفران، والتي كانت تسمى سابقا بـ” أورتي” ، أي الحديقة باللسان البربري، قبل أن ينتقل هذا الربورتاج المنجز من قبل الموقع الرسمي لوزارة السياحة، بغرض تسويق صورة إفران السياحية، للحديث عن غنى الآثار القديمة للمنطقة، والتي أحدثت بقلب الأطلس المتوسط عام 1928 من طرف الأمين العام للحماية بالمغرب ، إيريك لبوني، حيث تحولت عاصمة إقليم إفران، اليوم بحسب ذات ربورتاج وزارة السياحة، إلى”سويسرا المغربية”، حيث صممت المدينة وفق تخطيط هندسي معماري على الشاكلة الأوربية، حتى تتأقلم مع طقس رطب ولطيف في الصيف، وثلجي في فصل الشتاء.
بعد هذا التقديم للمدينة والتي تمتد على مساحة 3573 كلم مربع وسط أشجار الأرز بمرتفعات الأطلس المتوسط، قدم الموقع الإلكتروني لوزارة ساجد، المواقع السياحية المتنوعة، والتي قالت عنها بأنها تناسب تطلعات السياح المغمورين والمفتونين بالطبيعة الخلابة، وكل ما تحتاج إليه العائلة لقضاء إقامة لا تنسى، حيث قدم موقع وزارة ساجد للزوار، ترتيب هذه المواقع السياحية، والتي غابت عن قائمتها المزار السياحي “لشجرة غور”، فيما ركز الترتيب التسويقي لصورة إفران السياحية، على المنتزه الوطني لإفران المحدث سنة2004،و الممتد على مساحة 51.800 من الهكتارات على الجزء الغربي لجهة الأطلس المتوسط وصولا حتى الحدود مع إقليم بولمان، إضافة لمزارات أخرى ذكر منها حديقة وسط المدينة، جامعة الأخوين، بحيرة إفران،البحيرة الطبيعية”ضاية عوا”،بحيرة”حشلاف”، بحيرة”ضاية إفراح”،وحديقة محمد الخامس،عين فيتيل ومنبعها برأس الماء،أسد إفران و شلال الملاذ.
وعطفا على شكاوى الطلبة والباحثين من إقصاء الموقع السياحي العالمي لشجرة”غورور” من لائحة الوجهات السياحية التي تسوقها وزارة السياحية، فإن الشجرة يحاصرها التهميش من كل جانب، فحتى الطريق المتفرعة عن الطريق الوطنية الرابطة بين مدينتي آزرو وإفران، والمؤدية لمزارها السياحي والذي لا ينقطع زواره شتاء وصيفا، مايزال مسلكا ترابيا، يواجه عابروه صعوبات بسبب ضيقه وكثرة حفره ومنحدراته الخطيرة، حيث لم تُبادر سلطات عمالة إفران إلى تعبيده رحمة بالزوار والذين يواجهون صعوبات في الوصول إلى”شجرة غورو”.
عائلة غورو تحن على شجرته
الزائر “لغورو الشجرة”، يعاين بأم عينه بأن شجرة الأرز المعمرة، لا تزال رغم الأمراض التي تنخرها من الداخل تقاوم الموت بعناد كبير وذراع واحد، مصرة بكبرياء شجر الأرز الشماخ بان تنتصب نحو السماء وجذورها متمسكة بالأرض، وهو ما عجل بتحركات مكثفة لنشطاء بيئيين باقليم إفران، طالبوا بتدخل القطاعات الحكومية المعنية والجماعات المحلية بقطبها بمجلس العمالة وبجهة فاس- مكناس التي يراسها القيادي الحركي محند العنصر، التدخل لإنقاذ هذه الشجرة ومحيطها من الإهمال، خصوصا أن هذا الموقع حظي بشهرة عالمية كبيرة.
آخر الأخبار التي يتداولها محبو هذه الشجرة، تفيد بحسب ما نقله أحدهم “للميادين نيوز”، بأن عائلة الجنرال الفرنسي “غورو”، والتي دأب أفراد منها كل سنة على زيارة الشجرة التي ارتبط إسمها بقريبهم هنري جوزيف أوجين، والملقب بـ”غورو”، قد أنهوا مراسيم تجديد الجمعية الدولية التي تحمل إسم الشجرة، سبق لحفيدة الجنرال الفرنسي بأن أسستها منذ سنوات، حيث انضم إليها مختصون دوليون في مجال البيئة وآخرون في البحوث الشجرية وأسرارها، كان هدفهم هو دراسة وضعية “شجرة غورو” لكشف لغز دخولها منذ سنوات نهاية دورة حياتها، فيما أسر أحد أبناء المنطقة ممن طلبت منهم حفيدة الجنرال الفرنسي الإنضمام لجمعيتها دفاعا عن الشجرة التي حملت إسم أبيها، بأنها وجهت له رسالة تخبره فيها بأن أعضاء الجمعية الدولية”غورو”، عازمون على مطالبة المسؤولين المغاربة بفتح تحقيق في أسباب قتل أشهر شجرة معمرة بغابة الأرز بالأطلس، والتي كانت و ما تزال باعتراف المسؤولين المحليين تشكل أحد أهم الموارد المالية لجماعة بن اصميم التابعة لإقليم إفران، وذلك بالنظر إلى الأعداد الكبيرة من السياح المغاربة والأجانب، يصلون بحسب بيانات رسمية، حوالي ستين ألف سائح يقصدون المزار السياحي لشجرة”غودو”، والذي لا تتوقف فيه الحركة طيلة شهور السنة.
برنامج لانقاد الشجرة
أعدت مصالح المديرية الجهوية للمياه والغابات بجهة فاس- مكناس، برنامجا لتأهيل شجرة”غورو” وإعادة الاعتبار لمحيطها، حيث كشف المديرية في بلاغ سابق لها، أنها أنجزت دراسة سينوغرافية وتقنية تروم أعادة الحياة لشجرة الأرز “غورو”، التي باتت تصارع الموت، حيث صنعت مصالح المياه والغابات هيكلا على شكل “مخروط” مصنوع من الأرز لتدعيم جدع الشجرة وتقوية أغصانها.. لكن هل سيصلح العطار ما أفسده الدهر؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة ضمن بقية قصة شجرة الأرز “غورو”.