هناك ألف سبب يدفع لانتقاد الدولة والحكومة المغربية، بل قد تمر بك لحظة إحباط وتطرح سؤال الجدوى من الانتماء لوطن في وقت تغولت العولمة؟ وتزيد في الانتقاد حين تقف بالملموس أن نسبة جد قليلة هي المستفيدة من الثروة الوطنية وتعيش الغالبية العظمى الفقر. وتجتهد في وصف نظام الحكم بالبلد بما يريح قناعتك، فتارة تلخصه في عبارة “المخزن” كجهاز مفاهيمي متعدد التأويلات، وأخرى تعممه في ” عبارة “لاستبداد” .
تلك آراء وقناعات من حق الجميع التعبير بها أو بضدها إذا ما كانت استنتاجا لممارسة على أرض مغربية ومضمخة بتراب مغربي صرف، بل قد لا يتم التفكير حتى في الضريبة التي ستؤديها نظير موقفك ، قد يكون استفزازا أو اعتقالا أو طردا من عمل .. هذا “اللعب ” داخل الميدان (الوطن) مطلوب ولن تستقيم دولة ما لم يوجد.
لكن بالمقابل أن تركب موجة منظمة من جهات أجنبية ،كيفما كانت، تستهدف المغرب اقتصاديا وترابيا وسياسيا بمبرر العداء للمخزن ، فهنا نكون إزاء فعل يناقض الاعتقاد بأننا نناضل من أجل وطن حر ديمقراطي تحترم فيه حقوق الإنسان لسبب بسيط جدا هو أن أي هيئة حكومية أو غير حكومية تشتغل بأجندات غير بعيدة عن جهات كل همها أن تخضع الجميع تحت عباءتها .
نعم لنا مشاكل نطالب بحلها أبرزها تصفية الجو العام من خلال إطلاق سراح المعتقلين وتنقية مناخ الاقتصاد بما يتيح التنافس الشريف……. غير ان هذه المشاكل وحسب قناعتي لا تبرر التصفيق للأجنبي كيفما كان لونه السياسي ووزنه الاقتصادي.
حين يتعلق الأمر بالسيادة الوطنية وحماية أمن البلد من التدخلات الأجنبية “لا مجال للحديث عن التكتيك والاستراتيجية”