حالة استنفار عاشته قبل ساعات قليلة من الآن زنقة محمد الجاي المتفرعة عن شارع الحسن الثاني بوسط مدينة فاس، وذلك عقب نشوب حريق في شقة تقطن فيها 3 نساء تتراوح أعمارهن ما بين 50 و70 سنة، حيث فاجأتهما ألسنة نيران صادرة من المطبخ بسبب تسرب غاز قنينة خاصة بعملية طهي الأكل.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها”الميادين”، فإن الشقة التي التهمتها النيران بما فيها من تجهيزات وأثاث، تقطن بها مالكتها وهي امرأة في عقده السابع، فيما تقيم معها ابن اختها البالغة من العمر 56 سنة، معية مساعدتها بالمنزل في عقدها السادس، حيث كانت هذه الأخيرة منهمكة في إعداد الأكل قبل أن تفاجأ باشتعال النيران بقنينة الغاز المعدة للطهي، وهو ما جعلها تشعر بالرعب وهي تشاهد النيران تزداد قوة برأس القنينة، مما دفعها إلى الفرار معية ابنة شقيقة مالكة الشقة بدون بذل أي مجهود لإطفاء الحريق في بدايته، وهو ما سهل عملية انتشار ألسنة النيران بالمطخ، قبل انتقالها إلى باقي أجزاء الشقة.
ومع إطلاق المرأتين للصراخ وطلب النجدة، هرع عدد من شباب الحومة نحو الشقة، في محاولة منهم لإخماد النيران باستعمال المياه، تبعهم مسؤولون بالمقاطعة الحضرية لحي الأطلس (دار الدبيبغ) وأمنيون من المنطقة الثانية بشارع محمد الخامس، حيث انخرط الكل في العملية وفق الوسائل المتاحة في انتظار طاقم الوقاية المدنية، والذين حلوا بالمكان في الوقت المناسب، حيث نجح الجميع في السيطرة على ألسنة النيران، وذلك قبل أن تنتقل إلى الشقق المجاورة بنفس الطابق أو الأخرى الموجودة في الطابق العلوي للشقة المنكوبة.
هذا ولم يسفر الحريق عن إصابات أو خسائر في الأرواح، في مقابل خسائر مادية بالشقة التي التهمت فيها النيران كل شيء كان موجودا بداخلها، فيما جرى نقل عجوز تقطان بالطابق العلوي في عقدها التاسع، إلى المستشفى على متن سيارة للإسعاف، حيث حصلت هناك على تدخل طبي تحسبا لتعرضها لحالة اختناق بحكم أنها تعيش لمفردها في الشقة.