تنطلق يوم غد الإثنين 28 أكتوبر الحالي، زيارة دولة يجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العاصمة المغربية الرباط، و التي ستدوم وفق ما كشف عنه بلاغ لقصر الإليزيه ، حتى غاية يوم الأربعاء المقبل.
و في غضون ذلك، كشف قصر الإليزيه عن تفاصيل زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب، مترأسا وفدا وُصف “برفيع المستوى”، حيث تعول فرنسا على هذه الزيارة “لإعادة بناء الشراكة الاستراتيجية والاستثنائية التي تجمع بين الرباط وباريس”، حيث يضم الوفد الرسمي الفرنسي عشرة وزراء، على رأسهم برونو ريتايلو، وزير الداخلية، وجون نويل بارو، وزير الشؤون الخارجية، إضافة إلى سيباستيان ليكورننو، وزير الجيوش، ورشيدة داتي، وزيرة الثقافة، إلى جانب كل من وزير الاقتصاد والمالية، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، ووزير الفلاحة والسيادة الغذائية، فيما يرافق ماكرون من خارج لائحة المسؤولين الحكوميين، منتخبون و نواب، إضافة إلى عدد من ممثلي ومسؤولين الشركات، وشخصيات أخرى من عالم الثقافة والرياضة والأدب.
من جهتها كشف مصادر مغربية، بأن الرئيس الفرنسي وزوجته واللذان سيصلان على رأس وفد فرنسي رفيع المستوى، إلى العاصمة الرباط يوم غد الإثنين، سيحظيان مساء نفس يوم وصولهما باستقبال رسمي من طرف الملك محمد السادس في ساحة المشور، حيث ستجرى مباحثات بين قائدي البلدين، يليها حفل توقيع اتفاقيات في حضرتهما وكذا عدد من المسؤولين الفرنسيين والمغاربة رفيعي المستوى.
و خلال اليوم الثاني من الزيارة، سيلتقي رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، في إقامة الضيوف الملكيين، إضافة إلى لقاءات أخرى مع كل من رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، ومحمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين
ماكرون يلقي كلمته بالبرلمان المغربي
يرتقب بأن يعرف يوم الثلاثاء المقبل، اليوم الثاني من زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب، أنشطة مكثفة، أهمها حضوره إلى قبة البرلمان عقب زيارته لضريح محمد الخامس، حيث سيلقي كلمته بهذه المؤسسة الدستورية، بحضور رئيسي مجلس النواب والمستشارين، وكذا أعضاء المجلسين من النواب البرلمانيين والمستشارين، حيث جرى استدعائهم لحضور جلسة مشتركة للمجلسين صباح يوم الثلاثاء المقبل ابتداء من الساعة الحادية عشرة طبقا لأحكام الفصل 68 من الدستور، حيث من المرتقب بأن يركز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على عودة الدفء للعلاقات والشراكة المغربية- الفرنسية عقب خلاف انفجر بين البلدين بسبب قضية المغرب الأولى، ولجوء باريس إلى تصحيح موقفها من هذا الملف باعترافها بالسيادة المغربية على الصحراء في اطار مبادرة الحكم الذاتي المقترحة لإنهاء النزاع حول هذا الجزء من التراب المغربي، حيث اعتبرته فرنسا كأساس جدي ووحيد لتسوية هذا النزاع الإقليمي، وهو ما أثار غضب الجزائر معبرة عن رفضها لهذا الموقف الفرنسي الجديد.
بعد لقاء البرلمان، سيعقد ماكرون و الوفد الفرنسي المرافق له، لقاءات مع مقاولين فرنسيين ومغاربة، إضافة إلى مهتمين بالصناعات الإبداعية بالجامعة الدولية بالرباط، ويختتم هذا اليوم بمأدبة عشاء يقيمها الملك محمد السادس على شرفه بالقصر الملكي بالرباط، على أن يتجدد نشاط الرئيس الفرنسي خلال اليوم الثالث و الأخير من زيارته للمغرب، الأربعاء المقبل 30 أكتوبر الحالي، بلقاء مع طلبة مغاربة وأفارقة حول موضوع الأمن الغذائي والزراعات المستدامة بمقر المكتب الشريف للفوسفاط، حيث سيلقي ماكرون من هناك كلمة يخاطب من خلالها الجالية الفرنسية المقيمة في المملكة المغربية.
عيون فرنسا على مشاريع المونديال و قطاع التنمية والاستثمار
انخرطت الصحافة الفرنسية بمختلف توجهاتها، في تخصيص مقالاتها وقصاصاتها لزيارة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون للمغرب، وصفوها “بالتاريخية”، حيث نقلت ذات الصحافة عن قصر الإليزيه بأن هذه الزيارة تسعى من ورائها باريس، جعلها نقطة انطلاق لشراكة جديدة وأكثر توازنا بين فرنسا و المملكة المغربية، حيث ستحضر خلال المشاورات المغربية-الفرنسية القضايا الاقتصادية، والبيئية والثقافية والتعليمية والتكنولوجية، مع الرفع من سقف التطلعات فيما يتعلق بالتعاون والشراكة بين البلدين في مجالات الطاقة والصناعة و الفلاحة و الهجرة، لكن يبقى المهم للمغرب بحسب ما نقلته الصحافة الفرنسية، هو تركيز المسؤولين الفرنسيين على ضرورة التعلم من أخطاء الماضي للوصول إلى النتائج المرجوة في الانطلاقة الجديدة للعلاقات ما بين البلدين.
و يبقى اللافت في اهتمام الشركات الفرنسية ورجال المال والأعمال الفرنسيين بدعم من مسؤولي بلدهم، هو تركيز عيونهم على طبيعة الأحداث والتظاهرات الدولية التي سيحتضنها المغرب في قادم السنوات على غرار كأس العالم 2030، وهو ما سيجع الشركات الفرنسية تستفيد من تعزيز التعاون مع المغرب في مجال البنيات التحتية، وهو الأمر الذي لم تخفيه الصحافة الفرنسية، حيث كشفت بأن واحدا من أبرز رهانات زيارة ماكرون إلى الرباط، هو حصوله على مرافقة ومواكبة تنزيل المشاريع التي أطلقها المغرب في المجالات الاستراتيجية كالنقل والطاقة والتكنولوجيا والدفاع، مشيرا إلى انخراط فرنسا من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية في تمويل مشاريع في الصحراء.
من جهة أخرى، كشفت صحيفة “La Tribune De Dimanche”، بأن المعرب يرغب في إبرام عقود بأكثر من ثلاثة مليارات يورو، تخص توقيع صفقة لتزويد المغرب بـ12 طائرة مروحية من طراز “كاراكال”، تتراوح قيمتها ما بين 600 و800 مليون يورو، إضافة إلى رغبة الرباط في حصول الجيش المغربي على غواصات فرنسية الصنع.
Visite d’État du président de la République et de Madame Brigitte Macron au Royaume du Maroc