أعاد حادث مصرع طفلة بركان والتي لم تتجاوز قيد حياتها السنة التاسعة من عمرها في “بالوعة ” أحد شوارع المدينة، بعدما جرفتها إليها سيول زخات مطرية قوية مساء يوم أمس الخميس، (أعادت) إلى الأذهان حادث الطفل ريان، حيث تابع المغاربة كما فعلوا مع طفل الشمال، عمليات البحث عن يسرى والتي انطلقت قبل مغرب نفس اليوم حتى وقت متأخر منه، غير أن السيول الجارفة المحملة بالطين لم تترك لأطقم الإنقاذ وللطفلة فرصة للنجاة، لتنتهي حوالي منتصف ليلة الخميس- الجمعة الأخيرة،عمليات بحث مكثفة شارك فيها السكان المتطوعون والوقاية المدنية والسلطات المحلية والأمنية والقوات المساعدة، بالعثور على جثة الطفلة من وادي شراعة في الشمال الغربي لمدينة بركان، أي على بعد نحو كيلومترين عن مكان البالوعة التي سقطت فيها بعدما جرفتها المياه نحو مخرج الشبكة على وادي شراعة.
حادث سقوط الطفلة يسرى في بالوعة مكشوفة بدوار جابر، أحد أحياء مدينة بركان التي تخضع لأشغال التهيئة الحضرية وهي عائدة برفقة والدها من حصة دروس الدعم والتقوية، بعدما فاجأتهما سيول ناتجة عن زخات مطرية قوية ضربت نفس المدينة يوم امس الخميس، (الحادث)أحدث زلزالا من الغضب وسط المغاربة، حيث طالبوا في وابل من التعليقات التي سجلت على مواقع التواصل الاجتماعي بمحاسبة كل الجهات بمدينة بركان بقطب مسؤوليها في ولاية جهة الشرق، عما جرى للطفلة يسرى، على اعتبار ان هذا الحادث بإجماع المغاربة الغاضبين،يدخل ضمن “المسؤولية التقصيرية للمجالس الجماعية ولجان المراقبة في حفظ سلامة وصحة المواطنين في الأماكن العامة.
فالانتشال الموصوف بـ”المفجع” لجثة الطفلة قبل منتصف الليلة الماضية بنحو 10 دقائق، أشعل فتيل الغضب، إذ تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منبر للتعبير عن الحزن والاستنكار، مع اتهامات مباشرة للمجالس المنتخبة والسلطات الإقليمية وشركات الصيانة بـ”التقصير”.
وشددت موجهة غضب المغاربة حيال الحادث الماساوي لطفلة بركان، على أن وجود بالوعة غير مغطاة يؤكد أن الجهة الوصية لم تحافظ على سلامة المواطنين، فيما نبهوا إلى اختلالات أشغال التهيئة الحضرية التي تعرفها عدد من المدن المغربية،في تجاهل تام للشركات صاحبة الأشغال لكناش التحملات ولمعايير حفظ سلامة و صحة المواطنين في الأماكن التي تجري فيها الأشغال، كما هو الحال حاليا بمدينة فاس حيث تغرق عدد من الأحياء التي تجري فيها أشغال التهيئة، في الظلام و الفوضى في السير و الجولان، فيما يجد أصحاب العربات الخاصة أنفسهم في مواجهة مخاطر الآليات الثقيلة في غياب تام لتثبيت حواجز خاصة بالأوراش المفتوحة على الطرقات داخل المدار الحضري، وقس على ذلك بمختلف المدن المغربية التي تشهد أشغال عمليات واسعة للتهيئة الحضرية، خصوصا المدن المونديالية التي تستعد لاحتضان كأسي إفريقيا و العالم، ليبقى المثير أن جل الشركات التي تنجز الأشغال أجنبية وقد تطبعت بطبع اللامبالاة و عدم احترام معايير الحفاظ على سلامة وصحة المواطنين في الأماكن العامة، كما تحرص على ذلك في دولها تحت مراقبة صارمة للجان المراقبة هناك.