“وصل الموس للعضم”، عبارة باتت ترددها غالبية أفواه المغاربة ممن تضررت حالتهم المعيشية والاجتماعية من الغلاء وموجة ارتفاع الأسعار والتي تواصل اشتعالها بمختلف الأسواق التي هجرها المغاربة بسبب الاندحار الخطير في دخلهم و عدم قدرتهم على شراء ما يحتاجونه في معيشهم اليومي.
هذا وعاشت عدد من المدن والقرى المغربية، احتجاجات لعدد من المتضررين فرادى وجماعات هزمهم الوضع الاجتماعي والاقتصادي الحالي بالمغرب، حيث باتت فيديوهات تحكي مأساة هؤلاء تنتشر على نطاق واسع بمنصات التواصل الاجتماعي وعلى المواقع الالكترونية المغربية، قاسمها المشترك”ماعندي ما ناكل”، وذلك في انعطافة اجتماعية خطيرة تؤشر بحسب المتتبعين على دخول المغرب بسبب الغلاء، إلى مرحلة”ثورة الجياع” والتي تضع البلاد أمام تحديات كبيرة، في مقابل الصمت الرهيب للحكومة والدولة، خصوصا أن “حكومة الكفاءات”التي حملت قبل انتخابات 2021 شعار”المغرب انطلق”، اكتشفت عجزها وعدم قدرتها على إيجاد الحلول، حيث اكتفت في موضوع الغلاء باعترافها عقب اجتماعها الأسبوعي للخميس الماضي، بمحدودية الإجراءات والتدابير التي اتخذتها لمحاربة ارتفاع الأسعار، محملة مسؤولية عجزها للسماسرة والوسطاء وهي تقر على لسان الناطق الرسيمي باسم حكومة أخنوش بأن” مشكل الغلاء أعمق بكثير” حاملة بذلك الراية البيضاء بعدما ظلت ترسل رسائل التطمين للمغاربة والذين وجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الجوع، بعدما أعدمت الأسعار عددا من المواد الغذائية الأساسية من على موائدهم.
ووسط اشتعال الأسواق المغربية ومواصلة موجة الغلاء لارتفاعها نحو درجات غير مسبوقة، خرجت “الجبهة الاجتماعية المغربية” المكونة من فاعلين سياسيين ونقابيين وجمعوين محسوبين على اليسار ، لتعلن عن تنظيم وقفات احتجاجية في عدد من المدن والقرى اختارت لها يوم السبت المقبل 8 أبريل 2023 ، تحت شعار”تقهرنا”، حيث استنكرت الجبهة الاجتماعية المغربية في بلاغ احتجاجات السبت المقبل، ما وصفته بـ”الأوضاع المتردية”الناتجة كما قال، عن”السياسات اللاشعبية والجشعة، والتي تقوم على تجويع الشعب المغربي”، مشددة على ان هذا الوضع الخطير هو من عجل بدعوتها لخروج المغاربة يوم السبت المقبل 8 أبريل 2023 للتظاهر والاحتجاج.
حالة “الجوع الآخذ في الانتشار”والتي باتت تهدد المغرب بسبب الغلاء مع حكومة أخنوش، تأتي لتزيد من خطورة المعطيات الصادمة التي كشفت عنها مؤشر الجوع العالمي، والتي صنفت المغرب في المركز 42 عالمياً والثامن عربياً ضمن مؤشر الجوع العالمي لسنة 2019، من أصل 117 دولة شملها التقرير، فيما حمل تقريره لعام 2021، والذي تصنيف المغرب في قائمة “البلدان ذات التهديد المنخفض للجوع”، لكن سرعان ما تضررت أحول المغاربة الاجتماعية والاقتصادية بسبب الغلاء و السياسات العمومية للحكومات المتعاقبة، حيث زادت نسبة المواطنين المغاربة الذين يعانون من نقص التغذية مع حكومة أخنوش التي استفحل معها الغلاء والركود الاقتصادي وارتفاع نسبة التضخم وفق تقارير المندوبية السامية للتخطيط وكذا التقرير الأخير لأحد لجان مجلس المستشارين، حيث خرج مؤخرا رئيسه بصفته الكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين، النعم ميارة، للهجوم في تجمع عمالي بمدينة قلعة السراغنة على حكومة أخنوش، منتقدا طريقة تدبير الحكومة لموجة الغلاء، فيما نبه إلى خطورة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتي لا تبشر بخير، كما قال، خصوصا مع غلاء الأسعار والمضاربات وعدم الزيادة في الأجور والتهميش والحكرة، وما يتعرض له العمال والعاملات في كل القطاعات، في ظرفية اقتصادية عالمية صعبة جدا، فيما اتهم ميارة خلال احتفال نقابته في مدينة قلعة السراغنة بمرور 67 سنة عن تأسيسها، بـ”التقصير في معاقبة المضاربين في الأسواق”.