السادة أعضاء اللجنة المحترمين، تحية وسلاما وبعد،
في ظل ما عايناه خلال خروج لوائح مرشحي الأحزاب السياسية للعلن برسم الانتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية المقبلة، حيث هيمن على مرشحي أحزابنا السياسية أسماء بعض الأشخاص الفاسدين، وأخرى أسماء شخصيات اشتهرت بعالم زواج المال بالسلطة وتوريث المراتب المتقدمة باللوائح الانتخابية للعائلات،(وسط كل هذا) لم يبق لنا سوى التضرع للله بألا يتسبب القاسم الإنتخابي في كارثة سياسية وطنية ستجعل الجماعات والجهات والبرلمان تمتلئ بفاسدين وهذه مسؤولية تتحملها الوزارة الوصية أمام الله والوطن والملك.
فكارثة هذه الظواهر السياسية ذات الأطماع المصلحية على حساب انتخابات ديمقراطية ونزيهة تفرز مؤسسات منتخبة ذات مصداقية وكفاءة، لن تقف عند نتائج اقتراع الثامن من شهر شتنبر المقبل، بل ستتعداها إلى عمليات تنزيل النموذج التنموي الجديد الذي دعا لإخراجه وهيكلته صاحب الجلالة نصره الله وايده واشتغلت عليه نخبة من الكفاءات المغربية، لذلك لا نريد أن نرى هذا النموذج يعبث به في المستقبل القريب الفاسدون وأصحاب المصالح الشخصية والضيقة، خوفا منا على مصالح وطننا وحق مواطنيه المغاربة في تنمية شاملة وحقيقية.
نحن نريد بناء مجتمع قوي متضامن مؤمن بالغد المشرق وباعث للأمل في النفوس لتحقيق السكن اللائق والتشغيل والصحة والتعليم الجيد…. لجميع المواطنين دون استثناء ،خصوصا و أن التحديات التي أصبح يواجهها المغرب جهويا وقاريا وعالميا تتطلب منا جميعا تقوية الجبهة الداخلية من خلال انتخاب مؤسسات قوية تقودها كفاءات متخصصة وذات تجربة وخبرة متشعبة بالوطنية ونكران الذات ولا نريد مؤسسات على شكل شركات عائلية همها الوحيد التعويضات على المهام والتعويضات على التنقلات والسفريات للخارج والداخل من دون تقديم آية إضافة أو إنجازات تذكر الشيء الذي سيترتب عنه استنزاف للمال العام بطرق قانونية ذكية في المكر والخداع.
كما أن المواطن المغربي يتساءل وبحسرة كبيرة: هل أصبحت اللائحة الجهوية النسائية لمجلس النواب ريعا سياسيا للعائلة الحزبية ولعلاقات خاصة؟ حيث أن المتتبع للشان الإنتخابي بالمغرب يلاحظ وللأسف أن قيادات سياسية تتغنى بالديمقراطية وضعت بناتهم وزوجاتهم واخواتهم وصديقاتهم … وكيلات لهذه اللوائح.
والأنكى من هذا، وعند كل حملة انتخابية، تفتح مقرات الأحزاب ( الدكاكين ) السياسية التي تنشط لمدة أسبوعين قبل أن يهجرها الجميع وتغلق أبوابها حتى ولاية انتخابية مقبلة، ولسان حالها يقول يا مولة نوبة، بحثا عن “مول شكارة” جديد يتكلف بتمويل الحملة وشراء الأصوات للظفر بالكرسي وإغلاق “الدكان” السياسي بعدها ، مخلفا وراءه أسئلة عالقة في مخارج كلمات الغيورين على هذا الوطن ومواطنيه، ولسان حالهم يقول، المناضلون حائرون ضائعون، راحت أيام التأطير الحزبي والترشح النضالي، وبقي “مول شكارة” وجدران دكانه السياسي، غير آبه بالأهداف النبيلة والدستورية والديمقراطية للانتخابات لبناء وطن قوي ومجتمع متقدم ملتحم ومنسجم يسير على درب الخطى الثابتة تحت القيادة الرشيدة والنيرة لقائد البلاد جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره.