يبدو أن الوصلات الإشهارية والتحسيسة التي أنيطت بشركة نور الدين عيوش الفائزة بصفقة الحملة التواصلية للإحصاء قيمتها حوالي 1.67 مليار، لم يتجاوز أثيرها محور الدار البيضاء، الرباط والقنيطرة، حيث ما يزال أفراد وعائلاتهم يتوجسون من أسئلة الباحثين و المراقبين خلال تجميعهم لبيانات الإحصاء الخاصة بالسكان والسكنى، ومن هذه الحالات الاعتداء الذي تعرض له عون سلطة بإقليم تازة معية باحثين خلال جولتهم الاحصائية ليوم أمس الخميس. و استنادا للمعلومات التي حصلت عليها”الميادين”، فإن عونا للسلطة بجماعة تاهلة في إقليم تازة، ( أوهادي )تعرض خلال مرافقته للمشاركين في الإحصاء بحي الفتح بنفس الجماعة ، لاعتداء جسدي خطير على يد شخص من ذوي السوابق العدلية، فيما لم يسلم الباحثون من شره بعدما هاجمهم لفظيا.
وفي تفاصيل الحادث، أوضحت مصادر”الميادين”، بأن عون السلطة كان يرشد الاشخاص المكلفين بعملية الإحصاء في حي الفتح ، ويتنقل معهم من بيت إلى بيت لوجود صعوبة في ضبط العناوين وأسماء بعض الأسر ، إلى أن وصلوا إلي البيت الذي يتواجد فيه المعتدي ، الذي دخل مع المشاركين في الإحصاء في سجال عقيم ، تحول إلى كلام ساقط ، وبعد تدخل عون السلطة استشاط غضبا و زاد من سخطه العارم بشكل هستيري تطور إلى توجيه لكلمات متتالية لعون السلطة أمام المواطنين، ومحاولة صب مادة حارقة على وجهه ولولا تدخل الحاضرين الذين كانوا يتوجسون من ردة فعله اتجاههم لوقعت الكارثة ،
هذا وأصيب عون السلطة إصابات وصفت “بالخطيرة” على مستوى الوجه والكتف ، وبقي ممدا على الأرض لأكثر من ساعة، مما عجل بحضور قائد الدائرة الثانية لعين المكان ، فيما تأخر حضور رجال الدرك الملكي الذين تم الإتصال بهم فور وقوع الحادث .
و الغريب في الأمر، يردف شاهد عيان، هو أن قائد المقاطعة الثانية بتاهلة و الذي يعمل العون تحت إشرافه، طلب من العون المصا بربط الإتصال برجال الدرك الملكي لتحرير محضر في مواجهة الشخص الذي اعتدى عليه، بدلا من أن يبادر هذا المسؤول والذي يحمل أيضا صفة ضابط شرطة قضائية، بطلب حضور رجال الدرك لمعاينة الحادث، أو اتخاد الإجراءات القانونية في حينه.
من جهة أخرى خلف هذا الحادث الخطير، أجواء من الرعب وسط المشاركين في الإحصاء بجماعة تاهلة ، حيث يتخوفون من من ردة فعل بعض المواطنين خصوصا بالأحياء الشعبية والذين يخشون على فقدانهم للدعم الاجتماعي الحكومي الشهري بسبب معاينة الباحثين لمقرات سكناهم و السؤال عن وضعهم الاجتماعي، وهو التوجس الذي فشلت خطة التواصل لشركة عيوش في تبديده لدى الراغبين في الحفاظ على مؤشرهم.