“مدينة غادية بالفاتحة”، هكذا يُعلق أغلب الفاسيات والفاسيين على الحالة التي باتت عليها مدينتهم والتي تخسر يوما عن يوم مساحات مهمة من تاريخها العريق ومكانتها المفقودة عمليا وواقعيا كعاصمة ثقافية وعلمية للمغرب و وجهة سياسية و تراثية باحتضانها لأغلى تراث إنساني لامادي أصبح هو الآخر مهددا، فيما تتواصل “نكبات” الحاضرة الإدريسية كلما لاح بريق أمل في الأفق، آخره أشغال تعزيز البنيات التحتية والتي تشرف عليها شركة “العمران”عبر مناولتها لشركات مغربية وأجنبية، وذلك بغرض تقوية ترشيح المدينة لاحتضان مباريات من كأسي العالم و إفريقيا، لكن الشركات التي تنجز هذه الأشغال سرعان ما حولت المدينة إلى أوراش عشوائية، والسبب غياب المراقبة والتتبع وفرض احترام كناش التحملات.
وفي هذا السياق، عاينت”الميادين”، أشغال تهيئة و تأهيل المدار الطرقي “محور طريق صفرو – المركب الرياضي”، والذي كلفت به شركة GTR التابعة للمجموعة الفرنسية” كولاس”صاحبة الصفقة، حيث تسود الفوضى العارمة بهذا المحور، وقد اختلطت آليات الشركة مع المركبات وسيارات عابري نفس الطريق علاوة عن الراجلين الذين يعبرون هذا الورش العشوائي، والتي تغيب عنه كل شروط السلامة.
و بخلاف مدن أخرى كما يظهر الفيديو المرافق بهذه المقالة، ومنها الدار البيضاء والرباط حيث أنجزت الشركة الفرنسية “GTR” أشغال تهيئة وتأهيل الطرق بالمدينتين، فإن نفس الشركة العاملة حاليا بمدينة فاس لم تكلف نفسها بسبب تراخي لجان المراقبة والتتبع، بوضع سياج متكامل وبلون موحد، على طول الطريق الذي يتم تغيير الطوار الممتد في وسطه وهو يجزئ هذا المحور إلى نصفين، حفاظا على السلامة العامة لعابري هذا المسلك المهددين بهذا الورش العشوائي، وهو ما بات يسائل لجان المراقبة والتتبع بمصالح عمالة فاس و شركة العمران المشرفة، خصوصا أن الأشغال تهم منشآت فنية تعول عليها مدينة فاس للحصول على موافقة لجان “الفيفا” و “الكاف” للظفر بالحضور ضمن لائحة المدن التي ستحتضن فعاليات البطولتين العالمية والقارية.