اختارت الجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك (ANPO) حلول اليوم العالمي لإنتاج البيض والذي يصادف كل سنة الـ11 من أكتوبر، لتسليط الضوء على واقع وتحديات استدامة قطاع إنتاج البيض في المغرب، حيث نظمت الجمعية ندوتين تناولتا محوري ” ندرة المياه في المغرب: التحديات والحلول الناجعة لاستدامة قطاع تربية الدجاج البياض”، و”تحسين كفاءة استخدام الطاقة بضيعات تربية الدجاج البياض: الابتكارات والممارسات المستدامة”.
جودة المياه ..وصحة الدجاج البياض
ووفق بلاغ لهذه الجمعية المهنية، فإن عمر شفقي، مدير وكالة الحوض المائي لأبي رقراق الشاوية، اشتكى خلال تناوله بالندوتين لوضعية الأحواض المائية بالمغرب وسياسة الدولة المائية، من النقص الحاد في مخزون المياه بسبب توالي سنوات الجفاف والإجهاد المائي الناتج عن السلوكيات غير المعقلنة للمواطنين، وهو ما أثر و يؤثر بشكل قوي على الأنشطة الفلاحية وغيرها، حيث زاد نفس المسؤول بأن ” المجهودات التي تقوم بها الدولة في مواجهة هذا الوضع من خلال عدد من المبادرات التي من شأنها التقليل من الأضرار التي يمكن أن تؤثر على الحياة العادية للمواطنين”، مشددا على” أهمية التوعية بترشيد استعمال المياه من خلال القيام بحملات تحسيسية وابتكار طرق لتجميع المياه ومعالجتها وإعادة استعمالها”.
من جهته نبه أسامة شورفي، خبير في قطاع الدواجن، إلى “تأثير جودة المياه على صحة الدجاج وجودة البيض، مبرزا في هذا الجانب ضرورة اعتماد منتجي الدواجن إجراءات تقنية لتحليل مياه الآبار ومعالجتها لتفادي العديد من المشاكل التي تؤثر بشكل كبير على مردودية القطاع، ولضمان منتوج صحي وبجودة عالية”.
أما محمد برادة، خبير في قطاع الدواجن، فقد اعتبر “قطاع إنتاج البيض السلسلة الحيوانية الأقل استهلاكا للمياه مقارنة بالمنتوجات الفلاحية الأخرى والتي تفوق هذا الرقم بمئات المرات، حيث خلص في عرضه إلى ضرورة الاهتمام بهذا القطاع ودعم الاستثمار فيه لما له من مزايا متعددة، خصوصا وأنه، يردف نفس المتدخل، يحقق الاكتفاء الذاتي لاحتياجات المغاربة من البيض الغني بالبروتينات الحيوانية التي تعادل فوائدها مثيلاتها من المنتوجات الفلاحية الأخرى لكن بتكلفة مائية أقل”.
تربية الدجاج البياض ..و الطاقات المتجددة
باقي المتدخلين، أثاروا أهمية اعتماد الطاقات المتجددة في ضيعات تربية الدجاج البياض والحلول المبتكرة في هذا المجال، والتي من شأنها أن تساهم بشكل ملحوظ في خفض تكلفة فاتورة الطاقة وبالتالي خفض تكلفة الإنتاج، فيما نبهوا إلى ما اعتبروه “غياب الإعانات والدعم اللذان من المفترض تقديمهما للقطاع لتحقيق هذا التحول لما له من انعكاسات إيجابية على القطاع وعلى الثروة الطاقية بالمغرب”، كما اتفق المشاركون في هذا اليوم الدراسي، ضمن توصياته على إقامة شراكة، بين وكالة الحوض المائي لأبي رقراق الشاوية والجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك، للقيام بمبادرات تجميع المياه ومعالجتها وإعادة الاستفادة منها، وكذا تنظيم حملات توعوية وتحسيسية للمهنيين لترشيد استعمال المياه.
يشار إلى أنه وبحسب تقارير وزارة الفلاحة و المكتب الوطني للسلاسل الصحية للمنتجات الغذائية، فإن سلسلة بيض الاستهلاك في المغرب تعتبر من السلاسل الأساسية في الاقتصاد الفلاحي المحلي، وتلعب دوراً كبيراً في تلبية احتياجات السوق الداخلية، حيث ويعتبر المغرب أحد المنتجين الرئيسيين لبيض الاستهلاك في منطقة شمال أفريقيا بإنتاج سنوي يقدر بحوالي 6 مليار بيضة، محققا بذلك الاكتفاء الذاتي من استهلاك البيض في البلاد، حيث يستهلك الفرد المغربي في المتوسط حوالي 172 بيضة سنوياً.
ويخضع إنتاج البيض في المغرب لمعايير صارمة من قبل الجهات الصحية المختصة كالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، من خلال مراقبة الجودة والنظافة في ضيعات الإنتاج بشكل مستمر، لضمان جودة المنتوج وسلامة المستهلكين.
آخر الاحصائيات، تفيذ بأن المغرب صدر أكثر من 74 مليون بيضة (بيض التفريخ) في سنة 2024، و58 مليونًا و398 ألف بيضة في السنة التي قبلها، و68 مليونا و656 ألف بيضة في سنة 2022، و42 مليونا و792 ألف بيضة في سنة 2021.