حالة من عدم الرضى بطعم احتجاجي تسود وسط عدد من جمعيات المجتمع المدني بمدينة فاس، وذلك بسبب ندوة أحيطت “بسرية” تامة خلال التهييء لها من قبل وزارة التضامن و الأسرة، موضوعها” محاربة الصور النمطية تجاه النساء لأجل بناء أسرة ومجتمع بدون عنف”، والتي تدخل بحسب الوثيقة المسربة للندوة، في إطار “الحملة الوطنية الـ22 لوقف العنف ضد النساء”.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها “الميادين”، فإن هذه الندوة و التي لا يعلم بتفاصيلها و ضيوفها غير المنظمين لها، بعدما أحيطت كما يقول فاعليون مدنيون، “بسرية تامة”، و لاعتبارات غير مفهومة بعكس ما درجت عليه عموم الأنشطة الثقافية للقطاعات الحكومية و المؤسسات المنتخبة و غيرها، اختار لها المنظمون، قاعة الجلسات بمقر نفس الجهة، حيث سيحضرها عدد من الضيوف الذين تم اختيارهم بعناية خاصة لتأطير الجلسة الافتتاحية للندوة مساء يوم الخميس المقبل 5 دجنبر الحالي ، من بينهم وزيرة التضامن والادماج الاجتماعي و الأسرة، الاستقلالية نعيمة ابن يحيى، و رئيس جهة فاس- مكناس من نفس حزب الوزيرة عبد الواحد الأنصاري، و رئيس جامعة محمد بنعبد الله، مصطفى إيجاعلي، و عمدة فاس التجمعي عبد السلام البقالي.
وزادت نفس المصادر بأن الغريب في تنظيم هذه الندوة”السرية” لاعتبارات غير معلنة حتى الآن من قبل الوزارة والجهات المشاركة لها في ذلك، هو أن المائدة المستديرة لنفس الندوة استدعت لها وزارة الاستقلالية نعيمة ابن يحيى، جمعيتين تنشطان بمدينة فاس، حيث تترأسهما نائبتان لرئيس جهة فاس- مكناس، الأولى منتمية لنفس حزب الوزيرة، والثانية لحزب الأصالة والمعاصرة، فيما جرى وفق ما توصلت به “الميادين”، استبعاد باقي الجمعيات التي تنشط بمختلف مدن وقرى هذه الجهة، في مجال محاربة العنف ضد النساء و التكفل بهن.
من جهة أخرى، كشفت مصادر متطابقة بأن هذه الندوة التي حولتها الوزيرة الاستقلالية، إلى ندوة “مسيسة” وفق ما عبر عنه الغاضبون على طريقة تدبير الوزارة لهذا النشاط الثقافي و التحسيسي، تمت عملية التهييء لها بتعاون ما بين وزارة التضامن و الأسرة و مصالح ولاية جهة فاس، فيما تكلف مجلس جهتها بطلب من المنظمين، بتخصيص قاعة الجلسات بمقر نفس الجهة التي يرأسها الاستقلالي عبد الواحد الأنصاري، كمكان لعقد ندوة وزارة التضامن، حيث لا يفصل عن موعد تنظيمها سوى يوم واحد، ومع ذلك لا أحد من الفاعلين المدنيين و جمعياتهم خصوصا النساء منهم، على علم بهذا النشاط الذي أدخلته وزارة نعيمة ابن يحيي في سياق”الحملة الوطنية الـ22 لوقف العنف ضد النساء”.
وثيقة وزارة الأسرة و التضامن برنامج الندوة الجهوية الكبرى بمدينة فاس DF 27.11.24 23H00 (1)