بعد التحذيرات التي أطلقتها “الميادين” عبر مقالات تحليلية و أخرى إخبارية على عهد الوالي السابق لجهة فاس وعامل عمالتها سعيد ازنيبر، بخصوص تحضيرات التظاهرات الدولية المنتظرة في 2025 و 2030 ، حيث نبهت الجريدة من مخاطر القنبلة البيئية التي يشكلها مطرح النفايات الخاص بجماعة فاس، وما قد يترتب عن الروائح الكريهة المنبعثة منه و التي تخترق المركب الرياضي للمدينة و محيطه، من مشاكل قد تسيء لصرة احتضان المغرب لمباريات كأسي افريقيا و العالم، أخيرا تحركت مصالح الوالي الجديد معاذ الجامعي حيث طالب “عمدة فاس” بإدراج ملف “المطرح البلدي”في جدول اعمال دورة فبراير العادية.
واستنادا للمعلومات التي حصلت عليها “الميادين”، فإن الوالي الجامعي، أمر رئيس جماعة فاس وباقي الجهات المتدخلة و على رأسها الوكالة المستقلة لتوزيع الماء و الكهرباء “لارادييف”، بالعمل معا لمعالجة مشكل الروائح الكريهة التي تنبعث من مطرح النفايات التابع للجماعة على الحدود مع جماعتي عين بيضة و سيدي حرازم.
هذا وينتظر بأن يناقش مجلس جماعة فاس خلال التئام دورته العادية لفراير، يوم غد الخميس، “القنبلة” البيئية لمطرح النفايات، والتي خصصت لها النقطة رقم 12 بجدول أعمال نفس الدورة، وتخص “الدراسة والمصادقة على اتفاقية شراكة بين جماعة فاس والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء من أجل معالجة “لكسيفيا” الناتجة عن المطرح العمومي”.
و بخصوص الحلول المقترحة والتي تواجه الصعاب في التنزيل، أفادت مصادر الجريدة، بأن مسؤولو فاس و بتنسيق مع جهات بيئية و مختبرات علمية، يفكرون في اعتماد طريقة علمية يجري بموجبها تصفية سائل”ليكسيـﭪـيا”الذي ينتج الروائح الكريهة، و معالجته بوسائل بيولوجية و طبيعية، حيث يصبح السائل الأسود ذي الرائحة الكريهة، ماء صافيا بدون رائحة يمكن استعماله في سقي الأراضي الفلاحية.

من جهة أخرى يبدو من خلال الاتفاقية المدرجة بدورة فبراير، على أن المسؤولين اختاروا الحل الترقيعي بسبب الضغط الزمني، وهو ما نبهت إليه أيضا “الميادين” في مقالاتها، على اعتبار أن معالجة ملف الروائح الكريهة للمطرح العمومي، العابرة للمركب الرياضي بفاس، لن تحل مشاكله بتكسية “الليكسيفيا” الناتجة من ركام النفايات بالأتربة، خصوصا أن مصالح جماعة فاس ظلت طوال المدة السابقة عقب كل احتجاج لسكان الأحياء المتضررة، إلى اعتماد نفس الطريقة لكن بدون طائل، حيث تعود الروائح الكريهة مع كل هبوب للرياح الشرقية”الشركي”، وهو ما يحول المركب الرياضي والمركز الاستشفائي الجامعي و كلية الطب و باقي الأحياء السكنية الواقعة في مسار موجة الروائح الكريهة المنبعثة من مطرح النفايات الخاص بجماعة فاس، إلى منطقة منكوبة بيئيا تستوجب على السكان وعابرين هذه المنطقة استعمال أقنعة واقية من الروائح الكريهة المنبعثة من عصائر نفايات المطرح البلدي والتي من شأنها أن تغطي نصف الوجه أو كامله، ولكم ولسلطات فاس أن تتصور ما الذي سيحدث في حال بقيت الحالة على ما هو عليه خلال احتضان المركب الرياضي للتظاهرات الكروية الكبرى؟
الليكسيفيا مستنقع غرق فيه المطرح العمومي بفاس
يجمع عموم المختصين و المهتمين بمشاكل المطرح العمومي لمدينة فاس ممن حاورتهم “الميادين”، على أنها ليست وليدة اليوم، لان الموقع الذي تم اختياره غير مناسب تماما، بحكم وجوده بالناحية الشرقية للمدينة، و المعروفة بهبوب رياح الشركي في الصيف، مما يتسبب في حمل الروائح الكريهة إلى وسط مدينة فاس، و نفس الشيء في الناحية الغربية عند هبوب رياح الغربي، لذلك نحن نرى بان مكان المطرح هو الجهة الشمالية، و التي تعرف هبوب الرياح شتاء، لكن برودة الطقس تحول دون انبعاث روائح الازبال و سائل “ليكسيـﭪـيا”، و التي أضرت كثيرا بساكنة نصف أحياء فاس و مرضى الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي.

فالاتحاديون، واضعو المشروع، و الاستقلاليون، منفذوه، اختاروا، بحسب منتقديهم الحل الأسهل في إحداث مطرح فاس ” المراقب”، و قضوا سنوات و هم ” يطبلون لإنجازاته العلمية و معاييره الدولية، لكن واقع الحال، يؤكد اليوم، بأن مشاكل الروائح الكريهة و صعوبة معالجة النفايات و السوائل الناتجة عنها، و التي تهدد الفرشة المائية لفاس، باتت أكثر خطورة ابتداء سنة 2008 وهي تتواصل في الزمن و المكان حتى اليوم.
و من الحلول التي يقترحها، المعارضون لتكسية “الليكسيفيا” بركام من الأتربة لتفادي انبعاث الروائح الكريهة، تتسع دائرة دعاة تغيير موقع المطرح في حال ثبوت مشاكل في إنقاذ وضعيته الحالية، حيث توجد في رفوف جماعة فاس و مصالح عمالتها وكذا لدى وزارة الداخلية بالرباط، مذكرة و دراسة تقنية و علمية، شارك فيها مختصون، تقترح نقل المطرح العمومي لفاس إلى الجهة الشمالية حيث تمتد المنطقة الصخرية لجبل زلاغ، وهو المكان الأنسب المقترح من قبل أصحاب هذه الدراسة، تورد مصادر”الميادين”.