أعلن مؤخرا عن نتائج مهرجان سوس الدولي للفيلم القصير، وفي فئة الفيلم الوثائقي القصير فاز شريط بعنوان “طبيب الإنسانية” الذي يحكي قصة الطبيب الإسباني Raimound Arnet الذي عاش بمدينة القصر الكبير خلال مرحلة الحماية، واشتهر بين ساكنتها بتقديم الخدمات الطبية لفقرائها ومعوزيها.
الشريط الخاص بأرنيط هو جزء من مشروع توثيقي أنجزته جمعية التوثيق السمعي البصري بالقصر الكبير، تحت عنوان “قصة مدينة”، تناول تاريخ المدينة وتراثها الثقافي والتاريخي، ورغم الدعم المحدود والفريق الشاب الذي أشرف على تصوير العمل وإخراجه إلى الوجود، فإنه يبقى أهم عمل توثيقي حظيت به المدينة إلى اليوم.
بدأ الاشتغال قبل سنوات قليلة على الفيلم، وبمجهود يحفه الكثير من الصمت والهدوء، اشتغل فريق الجمعية مستعينا بباحثين في التاريخ والتراث وشخصيات عايشت بعض الأحداث التي تعود إلى مرحلة الحماية، ومزجوا بين الوثائق التاريخية والأرشيف المصور والشهادات الشفوية، إضافة إلى ترجمة محتوى الحلقات باللغات الفرنسية والإسبانية والإنجليزية.
إذا كان تاريخ وتراث المدينة قد احتل مساحة مهمة من النقاش في السنوات الأخيرة، لكن وللأسف، فإن أغلب النقاشات التي فتحت حول الموضوع، جاءت لغايات بعيدة كل البعد عن مصلحة تاريخها وتراثها، وكانت في بعض الأحيان مجرد محاولات للاستئثار بالمبادرة دون نتيجة تذكر، فكان النقاش يتحول إلى جعجعة بدون طحين، لكن ما قامت به جمعية التوثيق السمعي البصري بمدينة القصر الكبير والتتويج الدولي الذي حصل عليه عملها، أثبت أنه يمكن إنتاج طحين ممتاز دون جعجعة..فهنيئا لمدينة القصر الكبير والجمعية والفريق المشرف على العمل.